atilla أهلاوى ماسى
عدد الرسائل : 3344 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: كشف حساب ودروس الإنجاز(2) الخميس فبراير 14, 2008 10:45 am | |
| نقلا عن جريدة الاهرام كشف حساب ودروس الإنجاز(2) الدوري المصري ارتفع مستواه نسبيا. . لكن المؤكد أن بطولة المنتخب صناعة محلية!كتب : حسن المستكاوي | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=200 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE> تساءلنا أمس: هل المنتخب الوطني بطل افريقيا كان افرازا حقيقيا لمسابقة الدوري المصري؟ ولماذا تلك الفرحة العارمة هذه المرة والتي امتدت الي كل الدول العربية.. لماذا هذا التقدير والاحترام العالمي لأداء المنتخب؟! المؤكد أن المنتخب كان تشكيلة من لاعبين محترفين يلعبون في المسابقات المحلية, والمؤكد أيضا أن الدوري تغير في مستواه, وأصبح أفضل ودخلته نزعة هجومية عند بعض الفرق الكبيرة, فلم يعد بناء التحصينات الكاملة سائدا في كل المباريات, كما أن المسابقة هذا الموسم شهدت13 هدفا في الدقائق الأخيرة,( سجلت301 هدف في119 مباراة حتي الآن) وتلك ظاهرة صحية! ..والتغيير هنا نسبيا, فلا يمكن مقارنة الدوري المصري بالانجليزي أو الايطالي أو الاسباني, لكن هناك مباريات جيدة هذا الموسم لم يكن أحد طرفيها الأهلي أو الزمالك أكبر فريقين في مصر ـ هناك مباريات بين بتزوجيت وانبي, وبين انبي وحرس الحدود, وبين بتروجيت وبلدية المحلة مباريات كثيرة غزيرة الاهداف وحالة بالصراع والندية الا أن المنافسة الحقيقية مازالت مقصورة ومحدودة وتبدو أنها مسابقة الفريق الواحد الذي يتقدم ويحتل القمة وهو الأهلي!
ولعل ذلك يفسر انفجار الفرحة في الشارع المصري والعربي, وهي فرحة غير مسبوقة ومن الغريب أنها امتدت من الخليج شرقا الي المحيط غربا, والي موريتانيا والسودان, والي سوريا ولبنان.. والي كل مدينة تسكنها جالية مصرية أو عربية!
وهذا الاحترام العالمي مبعثة ان الصحف والنقاد ووسائل الاعلام الغربية تدرك وتعرف أسماء دروجبا ومايكل ايسيان وسالمون كالو ومونتاري وكانوتية, فهم النجوم السوبر, ولكنهم أصيبوا بهزائم موجعة بأداء متميز في التكتيك والروح واللياقة البدنية والمهارات والكرة الجميلة.. ووصل الأمر الي حد مبالغات لم تبالغها الصحافة المصرية لدرجة أن تري جريدة نيويورك تايمز الامريكية الفريق الوطني المصري لكرة القدم أنه الفريق الأقوي بلا منازع في القارة السمراء بعد فوزه بكأس الامم الافريقية..
وتقول أن الفريق المصري والجيل الحالي من لاعبيه يمكنهم ان يشكلوا أكبر تهديد للاحتكار الاوروبي ـ الامريكي الجنوبي للأدوار النهائية في بطولات كأس العالم في الدورة المقبلة بجنوب أفريقيا عام2010, وقالت الصحيفة ان كفاءة الفريق المصري طوال مباريات البطولة جعلت احتمال خسارته للمباراة النهائية بمثابة جريمة ضد اللعبة بعد أن وصل الفريق الي مرحلة من الاكتمال الفني والبدني غير المسبوق في القارة السمراء!
ولا يمكن لصحيفة مصرية ان تسطر مثل هذا الرأي والا اتهمت بالمبالغة الفظيعة!
لقد تجاوز المنتخب الوطني مالم يتجاوزه في خمسين عاما مضت, وقفز كل حواجز اليأس والاحباط التي أحاطت به وبالكرة المصرية, وأثبت أن القدرات الكامنة قادرة علي تحقيق المستحيل.. ولعل من أهم الأسئلة التي طرحت بعد الفوز بالنجمة السادسة: كيف نستفيد وماذا نستفيد؟!
نستفيد الثقة بالنفس, ونتسلح دائما بالثقة في النفس, ونتعامل مع كل لحظة في كل مباراة بنفس التصميم والجدية والتركيز, ونحلم ليس فقط بالوصول الي كأس العالم وانما بأداء مشرف في ساحة أكبر حدث لكرة القدم.. وتلك مسئولية المدير الفني, فهو مطالب بتحفيز اللاعبين, وبتعزيز قيمة النجاح وجمال النجاح, ولعل تلك العدوي تنتقل الي المسابقات المحلية, وتتحول اللعبة الي صناعة, ويدرك كل لاعب انه بالاجادة يدافع عن كيانه شخصيا!
وأنتهي بدرس مهم وأهم الدروس, هو انفجار الانتماء الكامن في الشارع المصري, لم يعد معقولا ولا مقبولا أن يقتصر التعبير عن الانتماء والحب للوطن في لحظات الانتصار الكبري, ويكون التعبير بالعلم والأغنية والنار والزغرودة, بمشاركة كل فئات المجتمع.. وقد قلت من قبل, وأكرر, كل شعوب العالم تعبر عن الانتماء والفرحة بنفس الطريقة, كل الشعوب الثرية والغنية, والقوية, والتي لا تعاني من رغيف العيش, ومن زحام المرور ومن العشوائيات, ومن حوادث الطرق والقطارات, ومن ألف من, لكن الفارق الوحيد بين الانتماء المصري انه لحظي, ينفجر بسرعة ويخفت اسرع, باعتبار ان المنتخب يمثل مشروعا قوميا نعرف بدايته ونهايته في مدة زمنية قدرها90 دقيقة او6 مباريات, ونلمس نتائجه فورا.. فيكون الحماس والتوحد له عاما وشاملا.. وتحليل وتفسير تلك الفرحة علي أنها بسبب الانتماء والحب للبلد لايكفي, فلابد من فهم أعمق لظاهرة كرة القدم, ولماذا تحرك تلك اللعبة وبالونتها المستديرة الشعوب والدول.. فمن الواضح أن الأمر غير مفهوم بدقة؟!
أيضا الانتماء حالة مستمرة, يجب ان تصاحب الانسان المصري في عمله وسلوكه, فمن المدهش جدا ان هذا المواطن الذي يبكي حبا وفرحا بانتصار منتخب بلاده من فرط الانتماء, لا يحترم اشارة المرور, ويلقي بورقة صغيرة في الشارع, باعتباره شارع الدولة والحكومة وليس شارعه الشخصي وملكه الخاص.. الانتماء ليس بالأغاني, وليس برفع العلم بعد انتصار, وانما برفع العلم دوما في لحظات المجد, وفي لحظات التحدي, في ايام البهجة, وفي أيام المحنة.. وهذا فارق خطير بين فرحة الشعب الألماني والفرنسي والياباني والكوري والأمريكي وبين فرحتنا.. ولذلك يبقي السؤال العميق: لماذا هذا الفارق؟!
لماذا لايعبر المصري عن انتمائه الا في انتصارات كرة القدم.. من يبحث حقا عن مصلحة ومستقبل البلد عليه أن يدرس السؤال واجابته!! |
| |
|