يجب ألا نضخم من فرحتنا بالفوز الكبير على منتخب الكاميرون وألا تزداد طموحاتنا بشكل كبير في العودة بكأس البطولة لأن المشوار مازال طويلا، كما أن منتخب الكاميرون لم يكن مثلما كان من قبل.
ولست هنا بصدد التقليل من شأن الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة المعلم حسن شحاتة أو التقليل من الأداء المميز للاعبينا وعلى رأسهم الداهية محمد زيدان، فالجهاز الفني أدار المباراة بحنكة وبراعة ولعب بأفضل خطة وأقوى تشكيل كما أجرى تبديلات أكثر من رائعة، أما اللاعبين فجميعهم بلا استثناء أدوا ما عليهم "وزيادة".
ولكن منتخب الكاميرون تراجع مستواه بشدة وبات لا يمتلك أي نجوما باستثناء الثنائي إيتو وجيرمي، ويقودهم مدرب عادي هو أوتوفيستر الذي فشل مع الزمالك ورحل بفضيحة تاريخية عقب الهزيمة 1-6 أمام الأهلي كما فشل مع المصري وفشل مؤخرا مع المريخ السوداني بعدما خسر على ملعبه ووسط جماهيره أمام الصفاقسي التونسي 2-4 في ذهاب نهائي كأس الكونفيدرالية.
وقد لا يعلم البعض أن اتحاد الكرة الكاميروني نفسه كان معترضا على تولي أوتوفيستر تدريب الأسود ولكن وزارة الشباب والرياضة هناك هي من تعاقدت معه وسط رفض كبير من مسئولي اتحاد الكرة.
وبالاضافة إلى الضعف الفني لأوتو بفيستر فإن فترة توليه تدريب الكاميرون كانت قصيرة جدا حيث تولى تدريب الفريق منذ شهر ونصف فقط وحتى لو كان من أفضل مدربي العالم فأنه لن يكون باستطاعته خلال هذه الفترة القصيرة وضع يده على ايجابيات وسلبيات اللاعبين والقدرة على علاجها.
ولم يكن بفيستر هو نقطة الضعف الوحيدة في منتخب الكاميرون ولكن ضعف فترة الاعداد أيضا أثرت بالسلب على أداء ومستوى الفريق وكان من المفترض أن يقيموا معسكرا اعداديا في كينيا يخوضوا خلاله ثلاث مباريات ودية.
ولكن المعسكر تم الغائه بسبب الظروف السياسية في كينيا ولم يستطع منتخب الكاميرون خوض فترة اعداد جيدة وتقريبا يعد هو المنتخب الوحيد الذي شارك في البطولة دون أن يلعب مباراة ودية واحدة ويعد لقاء مصر هو أول لقاء يخوضه الأسود تحت قيادة بفيستر.
أعود وأشدد على نقطة أن تراجع مستوى الكاميرون لن ينقص من روعة منتخب مصر في اللقاء، ولكني أردت الاشارة إلى هذه النقطة والتركيز عليها حتى لا يكون الفوز الكبير على الكاميرون عامل سلبي على أداء اللاعبين في المباريات المقبلة الأسهل نسبيا، وحتى لا يكون أيضا عاملا لزيادة الطموح بشدة لدى الجماهير الذي توقع الكثير منهم الحصول على البطولة بسهولة حتى لا يكون الاخفاق في أي مباراة - لا قدر الله - صدمة كبيرة لهذه الجماهير.
| | |
ولكن لاعبي السودان سيدخلون لقاء مصر لاثبات الذات وسيكون بالنسبة لهم حياة أو موت، وسيلعبوا أمام مصر مثلما يلعب لاعبو الاسماعيلي مبارياتهم أمام الأهلي. |
| | |
|
ولنترك لقاء الكاميرون الذي انتهى ونتحدث قليلا عن اللقاء المقبل امام السودان، وفي رأيي أنه لقاء هام للغاية ومن أصعب المباريات التي سنخوضها في البطولة، وصعوبة لقاء السودان لا تكمن في قوة المنتخب السوداني ولكنها تكمن في الحساسية المفرطة في لقاءات مصر والسودان سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية.
فعلى الصعيد الفني منتخب السودان أقل كثيرا من نظيره المصري ولا يملك لاعبوه خبرة المشاركة في البطولات الكبرى حيث لم يصلوا إلى كأس أمم إفريقيا منذ 32 عاما، كما أن عنصري القوة للأندية السودانية الهلال والمريخ تكمن في ملعبهما المرعب في أم درمان بالاضافة إلى كوكبة المحترفين النيجيريين الذين يمتلكهما الفريقين، أما بخلاف ذلك فالمنتخب السوداني أقل من العادي.
ولكن لاعبي السودان سيدخلون لقاء مصر لاثبات الذات وسيكون بالنسبة لهم حياة أو موت، فهم لا يهمهم الخسارة من زامبيا بالثلاثة أو من الكاميرون بالستة، ولكنهم يريدوا على الأقل الحصول على نقطة من مصر في قمة وادي النيل، وسيلعبوا أمام مصر مثلما يلعب لاعبو الاسماعيلي مبارياتهم أمام الأهلي.
لذلك أتوقع أن تحفل المباراة بالاثارة والعصبية وأعتقد أن منتخب مصر سيجد صعوبة كبيرة في تحقيق الفوز وأتمنى من لاعبي المنتخب الحفاظ على أعصابهم وعدم الانجراف وراء استفزازات لاعبي السودان المتوقعة حتى تمر المباراة بسلام وهدوء.
خلاصة الكلام:
الفوز على الكاميرون برباعية لا يعني التتويج بكأس إفريقيا .. لقد تخطينا مباراة صعبة ليس إلا، ولكن القادم أصعب.