عندما تشير عقارب الساعة إلى السابعة بتوقيت العاصمة المصرية القاهرة ، الخامسة بتوقيت جرنتش ، تتجه أنظار العالم إلى الدولة الأفريقية غانا وتحديدا إلى العاصمة الغانية أكرا لتتابع المباراة النهائية في كأس بطولة الأمم الأفريقية بين أحفاد الفراعنة المنتخب المصري ، ومخالب الأسود المنتخب الكاميروني في مباراة وصفتها لاماركا الأسبانية بـ "خارج التوقعات"
المنتخب المصري الذي يحمل لقب البطولة خمس مرات ضرب بكل التوقعات عرض الحائط ، وأحرج خبراء البي البي سي والفيفا بل والخبراء الرياضيون على مستوى العالم بأكمله عندما أخرج الجميع مصر من التوقعات بالفوز بالبطولة ، بل وتخطي الأدوار الأولى منها ، إلا أن أبناء النيل استطاعوا كسر الحواجز وتخطي العقبات ، وانتصروا على المنتخب الكاميروني برباعية تاريخية في المباراة الأولى للفريقين في البطولة الأفريقية ، واستطاعوا من بعدها تخطي عقبة المنتخب السوداني المتحفز بثلاثية كبيرة ، والقضاء على المنتخب الأنجولي المنظم ، وأخيرا الركوب على ظهر الأفيال بأربعة أهداف لهدف.
ويتوقع الخبراء أن أسود الكاميرون لن تكون سهلة الافتراس بأقدام الفراعنة في تلك المباراة ، فبالإضافة إلى الوعيد الذي أطلقه النجم البرشلوني صامويل ايتو عندما انتهت مباراة مصر والكاميرون بأربعة أهدف لهدفين في الدور الأول من البطولة بأن الكاميرون ستصل إلى النهائي وستفوز على مصر ، يمتلك المنتخب الكاميروني الآن استقرارا ورغبة أكبر في الفوز بلقب البطولة ، فبعد تغلبه على أصحاب الأرض وإطاحتهم خارج المنافسة على لقب البطولة ، لن يسمح للمنتخب المصري بالفوز عليه من جديد ، فضلا عن اعتبارهم المباراة ثأرية أمام الفراعنة لرد اعتبارهم المسلوب بعد هزيمتهم المذلة في افتتاح البطولة.
حسن شحاتة الفائز بلقب البطولة الماضية سيكون في موعد آخر في مباراة أخرى من النوع التكتيكي أمام نظيره العجوز بفيستر الذي حملت تصريحاته الأخيرة لوسائل الإعلام العديد من التهديدات ، في الوقت الذي أعلن فيه حسن شحاتة بأن الرد سيكون في الملعب وأن المنتخب المصري قادر على العودة بالكأس إلى الوطن.
وسيعتمد المنتخب المصري على لاعبه المميز محمد زيدان ، فيما سيحتفظ بأبوتريكة احتياطيا للدفع به اثناء سير المباراة ، إذا ما قرر شحاتة خوض المباراة بنفس تكتيك الدور الأول ، إلا أنه وفي الوقت ذاته لا يريد ان يغفل الدور الهام الذي قام به أبوتريكة في المباراة الأخيرة ، إذ استطاع النجم المتألق خلق العديد من الفرص والمساحات إلى جوار عبد ربه ، وأحمد حسن الذي سيواجه شحاته مأزقا كبيرا أمام الدفع به كأساسي في أعقاب تألقه الأخير ، والإبقاء على شوقي على مقاعد البدلاء ، أم الاستعانة بارتكازه المتميز شوقي ، والدفع بحسن أثناء سير المباراة ، وفي كل الأحوال يعتقد شحاته والجهاز الفني المصري أن كلا الخيارين سيفيدا الفريق في المباراة.
وعلى النقيض يضمن عصام الحضري موقعه في التشكيلة الأساسية امامه ثلاثي الدفاع الذي خاض به شحاته المباراة الأخيرة ، فيما يمتلك زكي ومعوض وعبدربه وفتحي مقاعد ثابته في التشكيلة التي سيستعين بها شحاتة للدفاع عن اللقب المصري ، وإحراز البطولة السادسة في تاريخ الفراعنة.
وبالعودة إلى التاريخ ، فقد التقى الفريقان في المباراة النهائية مرة واحدة فقط عام 1986 استطاع الفريق المصري خلالها بالحصول على لقب البطولة بعد الفوز في ركلات الترجيح ، فهل يعيد التاريخ نفسه من جديد ، أم سـ "يقص" أبناء النيل مخالب الأسود خلال الوقت الأصلي للمباراة ، أم سيعود المنتخب المصري خالي الوفاض بلا كأس؟ هذا ما لا يتمناه أكثر من سبعين مليون مصري ستتجه أنظارهم وستتعلق قلوبهم بالكأس الأفريقي السادس في التاريخ اليوم..