و نتابع مع الجزء الرابع :
الزياده على الذكر الوارد :
اخرج البخاري من حديث جابر بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوه التامه , والصلاه القائمه آت محمدا الوسيله والفضيله , وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته , حلت له شفاعتي يوم القيامه " [البخاري] . هذا هو الثابت الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد اشتهر على السنه كثير من المسلمين , ذكر بعض الزيادات التي لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم منها :
1_ قول بعضهم " سيدنا محمد" : وهي غير ثابته في الحديث.
قال الشيخ ناصر: " وقع في نسخه من "شرح المعاني" "سيدنا محمد " وهي شاذه مدرجه ظاهره الادراج " .
2_ قول بعضهم " الدرجه الرفيعه" :
قال الحافظ في"التلخيص" بعد ان ذكر الحديث: , قال: " لكن ليس فيه " والدرجه الرفيعه " .
نقل المباكفوري في "شرح الترمذي" عن ملا علي القري في "المرقاه " قال: " امازياده الدرجه الرفيعه: المشهوره على الالسنه : فقال البخاري: لم اره في شيئ من الروايات " .
قال الشيخ ناصر : " عند ابن السني " والدرجه الرفيعه" وهي مدرجه ايضا من بعض النساخ , وقد صرّح الحافظ ابن حجر في "التلخيص" , ثم السخاوي في "المقاصد" : انها ليست في شيئ من طرق الحديث".
وقال صاحب " السنن والمبتدعات" : " زياده "الدرجه الرفيعه" في اثنائه بدعه.
3_ قولهم " يا ارحم الراحمين " .
قال الحافظ ابن حجر : " وزاد الرفاعي في "المحرر" في اخره " يا ارحم الراحمين " . زوليست ايضا في شيئ من طرقه " .
4_ قولهم " انك لا تخلف الميعاد" .
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" : "زاد في روايه البيهقي " انك لا تخلف الميعاد".
قال الامير الصنعاني في " سبل السلام " بعد ان ذكر روايه البخاري قال: " وزاد غيره " انك لا تخلف الميعاد ".
قال الشيخ الالباني رحمه الله : " زياده " انك لا تخلف الميعاد" هي عند البيهقي , وهي شاذه لانها لم ترد في جميع طرق الحديث عن علي بن عياش , اللهم الا في روايه الكشمهيني لصحيح البخاري خلافا لغيره , فهي شاذه ايضا لمخالفتها لروايات الاخرين للصحيح , وكأنه لذلك لم يلتفت اليها الحافظ , فلم يذكرها في "الفتح " على طريقته في جمع الزيادات من طرق الحديث , ويؤيد ذلك انها لم تقع في " افعال العباد" للبخاري , والسند واحد".
5_ قولهم : " اللهم اني أسألك بحق هذه الدعوه ".
قال الشيخ الالباني: " هي عند البيهقي ايضا , ولم ترد عند غيره , فهي شاذه ايضا , والقول فيها كالقول في سابقتها ".
6_قولهم " حقا لا اله الا الله " عند قول المؤذن في الاقامه " لا اله الا الله ".
الخروج من المسجد بعد الاذان مباشره:
الخروج من المسجد عند سماع الاذان او بعد سماع الاذان له احوال:
اولا: الخروج من المسجد لغير حاجه.
ثانيا: الخروج من المسجد لحاجه.
وهذا بيان ذلك : فأما الخروج من المسجد عند سماع الاذان او بعد سماع الاذان لغير حاجه يكره له ذلك , حتى يصلي المكتوبه , الا من عذر.
اخرج الامام مسلم في " صحيحه" عن ابي الشعثاء , قال: " كنا قعودا في المسجد مع ابي هريره , فاذّن المؤذّن , فقام رجل من المسجد فاتبعه ابو هريره ببصره حتى خرج من المسجد . فقال ابو هريره : اما هذا فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه وسلم ". [مسلم].
وفي روايه لمسلم ايضا : انه رأى رجلا يجتاز المسجد خارجا بعد الاذان , فقال : اما هذا فقد عصى ابا القاسم صلى الله عليه وسلم ".
قال الامام النووي: " فيه كراهه الخروج من المسجد بعد الاذان , حتى يصلي المكتوبه الا لعذر , والله اعلم " وهذا ما يخطئ فيه كثير من الناس.
واما الخروج من المسجد بعد سماع الاذان لحاجه فلا يكره ذلك , ودليل الجواز ما اخرجه البخاري في "صحيحه" عن ابي هريره رضي الله عنه : " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج , وقد اقيمت الصلاه وعدلت الصفوف , حتى اذا قام في مصلاه انتظرنا ان يكبر , انصرف قال: على مكانكم , فمكثنا على هيئتنا حتى خرج الينا ينطف رأسه وقد اغتسل " [البخاري].
قلت : ومن هذا الباب يجوز خروج من كان على سفر خشيه ان يفوته موعد القطار او السياره او الطائره اذا علم من حال اهل المسجد انهم يؤخرون الاقامه , واذا انتظر حتى يصلي معهم فاته موعد القطار او السياره او الطائره , وعلى ذلك يجوز له ان يصلي منفردا ويخرج , والضروره تقدر بقدرها .
وادله رفع الحرج عن امه محمد صلى الله عليه وسلم تسعفه ان يفعل ذلك , ولا يتوسع في هذا الباب , فكل حاله بحسبها.
________________
تحديد الوقت بين الاذان والاقامه:
ومن الاخطاء تحديد الوقت بين الاذان والاقامه , وكتابتها داخل المسجد , وهذه المواقيت قد نقلتها من احد المساجد فألفيتها على النحو التالي:
مواعيد اقامه الصلاه بعد الاذان: الصبح: 25 دقيقه . الظهر: 15 . العصر: 15 . المغرب: 10 . العشاء: 15.
فليس معهم في هذا العمل سنه عن النبي صلى الله عليه وسلم , بل السنه في ذلك ليس فيها تحديد للوقت غير تمكن دخول الوقت , واجتماع المصلين لا ان الاذان والاقامه في المغرب خاصه يتسع لركعتين .
وقد ورد في ذلك جمله من الادله : وهذه الاحاديث التي اسوقها ابين من خلالها اختلاف احوال النبي صلى الله عليه وسلم ومراعاته لاحوال المصلين .
منها: عن ابي ذر قال: "ان مؤذّن النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقال: " أبرد أبرد "_ او قال: " انتظر انتظر" . وقال: " شده الحر من فيح جهنم , فاذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاه , حتر رأينا فيئ التلول " [البخاري] .
وعن انس بن مالك قال: " كنا اذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهائر سجدنا على ثيابنا اتقاء الحر " [البخاري].
وعن انس بن مالك ايضا قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اشتدّ البرد بكّر بالصلاه.." الحديث. [البخاري].
وعن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي قال: قدم الحجاج فسألنا جابر بن عبد الله , فقال: " كان النبي لى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجره , والعصر والشمس نقيه , والمغرب اذا وجبت , والعشاء احيانا واحيانا , اذا رآهم اجتمعوا عجّل ,واذا رآهم ابطأوا اخر , والصبح كانوا _ او كان النبي صلى الله عليه وسلم _ يصليها بغلس" [البخاري].
فالناظر في هذه الاحاديث يرى ان احوال النبي صلى الله عليه وسلم تعددت ,وهو في ذلك ناظر الى احوال الناس , فكان هديه صلى الله عليه وسلم اذا اشتد الحر ابرد , وكان يأمر بذلك ويقول: "ان شده الحر من فيح جهنم " , وكان احيانا يصلي الظهر والصحابه يتقون بثيابهم الحر , وكان اذا اجتمع الناس عجّل , واذا ابطئوا اخر.
اما عن الوقت بين الاذان والاقامه في صلاه المغرب خاصه , فكان يتسع لاداء ركعتين , ثم بعدهما يقام للصلاه , وهذه بعض الاحاديث التي تبين ذلك :
عن انس بن مالك قال: " كان المؤذن اذا اذّن قام ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب , ولم يكن بين الاذان والاقامه شيئ".
قال عثمان بن جبله , وابو داوود عن شعبه : " لم يكن بينهما الا قليل" [البخاري].
وعن مرثد بن عبد الله اليزني قال: " اتيت عقبه بن عامر الجهني , فقلت: الا اعجبك من ابي تميم يركع ركعتين قبل صلاه المغرب , فقال عقبه : اٍنا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , قلت : فما يمنعك الان؟ قال: الشغل". [البخاري].
وعن عطاء بن صهيب مولى رافع بن خديج قال: سمعت رافع بن خديج يقول: " كنا نصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم فينصرف احدنا , وانه ليبصر مواقع نبله" [البخاري ومسلم] وما زال في الباب بقيه احاديث , فيما ذكرت غنيه .
فالناظر في هذه الاحاديث يرى ان الوقت بين الاذان والاقامه في صلاه المغرب خاصه كان لا يتسع الا لأداء ركعتين , ثم يقام بعدها للصلاه , فيصلي النبي صلى الله عليه وسلم , ويصلي معه الصحابه رضي الله عنهم ثم ينصرفوا فيتراموا بالنبال اثناء رجوعهم الى ديارهم , وان احدهم ليبصر موقع نبله.
وهذه اقوال بعض اهل العلم:
ترجم البخاري في "صحيحه" قال: باب كم بين الاذان والاقامه , ومن ينتظر الاقامه؟ قال الحافظ في "الفتح" : معلقا قال: " كأنه اشار الى ان التقدير بذلك لم يثبت".
قال ابن بطال: " لا حد لذلك غير تمكن دخول الوقت , واجتماع المصلين , ولم يختلف في التطوع بين الاذان والاقامه الا في المغرب".
قال النووي: " كنا نصلي مالغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فينصرف احدنا , وانه ليبصر مواقع نبله معناه : انه يبكر بها في اول وقتها بمجرد غروب الشمس حتى ننصرف , ويرمي احدنا النبل عن قوسه , ويبصر موقعه لبقاء الضوء , وفي هذين الحديثين ان المغرب تعجل عقب غروب الشمس , وهذا مجمع عليه " .
قال النووي عن مسأله الابراد : " والصحيح استحباب الابراد , وبه قال جمهور العلماء وهو المنصوص للشافعي رحمه الله تعالى , وبه قال جمهور الصحابه لكثره الاحاديث الصحيحه فيه المشتمله على فعله , والامر به في مواطن كثيره ".
وعن وقت العشاء , قال النووي: " اختلف العلماء هل الافضل تقديمها ام تأخيرها؟ وهما مذهبان مشهوران للسلف , وقولان لمالك والشافعي : " ان العاده الغالبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقديمها , وانما اخرها في اوقات يسيره لبيان الجواز او لشغل او لعذر " .
الرئيسية 
التسجيل 
دخول 
