الصحف التونسية: المصريون أذهلونا.. وحوَّلوا «الأسود» إلي «قط

الصحف التونسية: المصريون أذهلونا.. وحوَّلوا «الأسود» إلي «قطط»

اهتمت الصحف في الدول العربية بإنجاز المنتخب المصري وفوزه بكأس الأمم الأفريقية للمرة السادسة في تاريخه، واحتفاظه بها للمرة الثانية.

وقالت صحيفة «الصباح» التونسية في مقال للصحفي حفيظ بن عاشور، وكتبت الصحفية فييه الورفلي في «الصباح» أيضاً قائلة: أبهرنا حقاً المنتخب المصري في غانا بأدائه المقنع والروح الانتصارية العالية للاعبيه وحسن استعدادهم البدني وانضباطهم التكتيكي وأيضاً تواضعهم اللافت للانتباه، وجاء تتويجهم بالكأس الأفريقية عن جدارة واستحقاق وبمستوي شرف الأفارقة والعرب أيما تشريف.

لقد كنا ونحن نتابع اللقاء ننتظر سيطرة كاسحة للمنتخبات المدججة باللاعبين المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية، لكنها تهاوت كأوراق الخريف، الواحد تلو الآخر، لينتزع المنتخب المصري الإعجاب ويفرض اللون ويختطف الأضواء، ويصبح اللاعبون المحليون هم النجوم، ولقد أبدع الحارس عصام الحضري أيما إبداع وأعطي الشحنات المعنوية لرفاقه لمضاعفة الضغط الهجومي وأحبط في المقابل معنويات المنافس.

لقد تحرك لاعبو المنتخب المصري فوق الميدان كالأوركسترا ليعزفوا سيمفونية الإبداع سواء أمام الكوت ديفوار أو في الدور النهائي أمام الكاميرون، الكل يتحرك، والكل يدافع، والكل يغذي الهجوم، فلا منافذ ولا مساحات أمام المنافس الذي عجزت المهارات العالية للاعبيه علي فك رموز الدفاع المصري، ولعل اللقطة التي تلخص في الحقيقة إصرار المنتخب المصري علي الكسب وقوة الاستعداد البدني والذكاء الحاد وتحدي المنافس وعدم التخوف من الأسماء الشهيرة والثقة في القدرات،

وتلك اللقطة التي مهدت لحصول هدف أبوتريكة التاريخي الذي توج به المنتخب المصري بطلاً لأفريقيا واحتفظ بفضله بكأسه الأفريقية للمرة الثانية علي التوالي، ذلك أن محمد زيدان أربك المدافع الكاميروني سونج، ودخلا في صراع فني علي الكرة أوقعهما بالتوالي علي الأرض،

لكن تشبث زيدان بالكرة كان أقوي من خبرة سونج، وبحركة رشيقة في لحظة يأس يدفع الكرة لتجد في طريقها صاحب الأهداف الحاسمة والتاريخية أبوتريكة ليضع كرته في المرمي بمهارة، رغم المحاولة اليائسة للحارس الكاميروني العملاق كاميني، ويمضي هدف التتويج.

أعطي المنتخب المصري لكرة القدم بعد تتويجه بالتاج الأفريقي في غانا درساً فيه الكثير من المعاني، وليتنا نتعلم الكثير من هذا الدرس حتي لا نتلكأ مستقبلاً ونقدم تعلات واهية، ونضع خيبتنا علي الصحافة وعلي التشويش الذي أحدثته صاحبة الجلالة علي تركيز لاعبينا.

نعم ليت لاعبينا الذين كانوا قد تركوا الإعلاميين في التسلل قبل يومين من التحول إلي غانا كانوا قد طالعوا ما كتبته الصحافة المصرية عن منتخبهم خلال التحضيرات، وشاهدوا واستمعوا إلي النقد الذي وجه للمدرب حسن شحاتة ولاعبيه.. وليتهم يستمعون إلي تصريحات مدرب المنتخب المصري شحاتة بعد التتويج..

فهذا الفني القدير أكد أن حملة التشكيك في قدرات المنتخب التي قادتها الصحافة المصرية بكل أنواعها والتي غذتها الجماهير المصرية وبعض المسؤولين في الاتحاد المصري هي التي أوصلت الفراعنة إلي منصة التتويج..

نعم قال شحاتة إن حملة التشكيك هي التي ألهبت حماس اللاعبين وجعلتهم يتألقون كأحسن ما يكون في غانا، ويلقنون منتخبات أفريقية تعج بلاعبين عالميين أمثال: دروجبا وإيتو وإيسيان وغيرهم، درساً سيتذكرونه طويلاً، فرباعية الفراعنة في مرمي الكاميرون في الدور الأول من الصعب علي إيتو ورفاقه أن ينسوها بسهولة، ورباعية الفراعنة في مرمي كوت ديفوار في نصف النهائي ليس من السهل علي ديديه دروجبا وبقية نجوم المنتخب الإيفواري نسيانها.

نعم لقد أذهلنا المنتخب المصري طوال الدورة بروحه الانتصارية وبعزيمته الفولاذية وبثقة لاعبيه في إمكانياتهم.. لقد أبهرنا لاعبو المنتخب المصري وهم ينافسون عمالقة في اللعبة تشهد لهم الملاعب الأوروبية بصولاتهم وجولاتهم علي غرار نجم برشلونة إيتو، ونجم تشيلسي دروجبا.

نعم لاعبو المنتخب المصري لم تهزمهم المشاكل التي عرفوها قبل التحول إلي غانا، بل بالعكس زادتهم إيماناً في قدراتهم وجعلتهم يحولون أسود الكاميرون إلي «خنافس» في الدور الأول، وإلي قطط لا حول لها ولا قوة في النهائي، فجاء التتويج عن جدارة..

وعاد الفراعنة بالكأس التي حملوها معهم إلي غانا.. عادوا بالتاج الأفريقي إلي القاهرة، ورفضوا تركه في أكرا أو تحوله إلي أي بلد أفريقي آخر بعد أن كانوا قد قطعوا وعداً علي أنفسهم في خضم حملة التشكيك التي سبقت تحولهم إلي غانا.

فشتان بين من يدفعه نقد الصحافة إلي أعلي مراتب التألق وقمة الإبداع، وبين من يضع خيبته وفشله الذريع علي ظهر صاحبة الجلالة.

ايه الكلام الروعة دا ايوا كدة خليكوا رافعين راسنا على طول يامصريين