حسام غالي بين: الحفاظ علي وضعه المهني كلاعب كرة في أفضل دوري
والتشكيك في ولائه وانتمائه لمنتخب الوطن!
كتب : أنور عبد ربه
هل ما فعله حسام غالي جريمة في حق وطنه؟ هل هو عديم الولاء والانتماء لمنتخب بلاده ولا يبحث إلا عن مصلحته فقط؟ وهل يستحق وصف البعض له بأنه خائن أو هارب من واجبه الوطني أو متخاذل وانتهازي؟
اعتقادي الشخصي أن ما فعله حسام غالي لاعب توتنهام الانجليزي ومنتخب مصر تصرف منطقي جدا بالنسبة لحالته الخاصة كلاعب في فريق بالاسم فقط ولا يلعب فيه منذ فترة طويلة تمهيدا لبيعه أو إعارته.. لاعب في مثل سنه يبحث عن تأمين مستقبله الكروي في المستقبل القريب ليكون بعد ذلك أكثر فائدة لمنتخب بلاده فيما هو قادم من بطولات ودورات, فكأس الأمم في غانا ليست هي نهاية المطاف, بل مازالت الفرصة أمامه كبيرة للمشاركة مع المنتخب في تصفيات كأس العالم2010 ونهائياتها أيضا لو وصلت اليها مصر بمشيئة الله.
ولا أبالغ إذا قلت ان حسام غالي في قرارة نفسه ربما يكون حزينا لأنه يأمل بالفعل في المشاركة مع منتخب بلاده, ولكن كونه ليس أمامه سوي خيار وحيد فقد اختاره, وضحي بالمنتخب مؤقتا, وهو يذكرني هنا بنظرية التراكم التي درستها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية منذ أكثر من30 سنة.. ومعناها التضحية المؤقتة في سبيل منفعة دائمة بعد ذلك.. نعم ضحي غالي بالمنتخب مؤقتا ولكنه عائد اليه بقوة بعد ذلك ووقتها سيكون مستقرا في فريق يلعب له بانتظام في بلد هو الأفضل والأقوي في كرة القدم, وأقصد بها انجلترا, حتي لو كان ترتيب النادي الذي سيلعب له ديربي كاونتي هو الأخير في الدوري الانجليزي!
حسام غالي كان مطالبا باتخاذ قرار بالغ الصعوبة في توقيت صعب فعلا قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية, وهي في حد ذاتها بطولة ينتظرها ويتمناها أي نجم كروي أفريقي مهما كان تألقه في أفضل فرق أوروبا, واسألوا دروجبا وصامويل أيتو ومايكل ايسين وفريدريك كانوتيه ومامادو ديارا وغيرهم من النجوم.
لقد اتخذ غالي القرار الذي جعله مستريحا نفسيا علي حد قوله.. والراحة النفسية مهمة جدا, وإلا ما فائدة أن يجيي علي نفسه ويبقي مع المنتخب ولا يقدم شيئا يذكر لأن فكره سيكون مشغولا بفرصة قد لا تأتيه كثيرا.
وبعيدا عن اقتناع حسام غالي بقراره وارتياحه الي اتخاذه حتي يحافظ علي وضعه المهني في انجلترا كلاعب كرة, وهو الوضع الذي يتيح له بعد ذلك اللعب لمنتخب بلاده في أي وقت, فإنني أجدني متفقا مع حسام غالي وان كانت لي أسبابي الخاصة التي أجملها في سببين:
الأول: حسام غالي ـ مع كامل تقديري واحترامي لإمكاناته كلاعب متميز ـ ليس هو ديدييه دروجبا ولا صامويل إيتو ولا حتي مايكل إيسين, ومركزه في منتخب مصر عامر ـ بسم الله فما شاءالله ـ بعدد لا بأس به من النجوم في مقدمتهم حسني عبد ربه ومحمد شوقي وأحمد حسن وحسن مصطفي وعلي أية حال لم يكن غالي ـ في أي وقت من الأوقات ـ رقم واحد في خط وسط منتخب مصر الأول, بل ان البعض هاجم حسن شحاته بشدة في البداية لكونه ضمه للمنتخب بينما هو لا يلعب مع ناديه توتنهام منذ فترة.
الثاني: الفترة الانتقالية التي كان يعيشها حسام غالي هي التي كانت وراء هذا القرار, وأقصد بها كونه في مفترق طرق ولم يكن مستقرا حيث كان ناديه لا يشركه في المباريات وعرضه للبيع أو الإعارة.. والحال كان سيختلف تماما لو أن حسام غالي مستقر في فريق ما ويشارك في المباريات بانتظام, ثم طلب منه ناديه عدم تلبية نداء المنتخب الوطني.. وقتها كان من الممكن أن نتهمه بأي شيء لأن لوائح الفيفا تعطيه الحق ـ وتلزم في الوقت نفسه ناديه ـ بالانضمام الي صفوف المنتخب الوطني قبل البطولات الكبري والمباريات الرسمية, فإذا ما تضامن هو مع ناديه ضد مصلحة منتخب بلاده, كان من الممكن أن نتهمه بالخيانة والهروب من الواجب إلي آخر هذه الكلمات الكبيرة.
كل التوفيق لحسام غالي مع ناديه الجديد آملين أن يعود مرة أخري للمنتخب وهو في أحسن حال وأفضل فورمة ليكون اللاعب رقم واحد في خط الوسط ووقتها لن يترك مكانه بسهولة مهما كانت الإغراءات.