نقلا عن موقع BBC
اكتشاف أقدم حفريات بشرية في أوروبا
عثر في شمالي إسبانيا على بقايا عظام يعتقد أنها لأقدم سلالة بشرية سكنت أوروبا الغربية.
فقد تم اكتشاف فك بشري وبعض أسنان في موقع أتابيوركا الشهير في شمالي إسبانيا، يتراوح عمرها بين 1.1 -1.2 مليون عام.
ويقول الباحثون الذين نشروا دراستهم في مجلة الطبيعة أو "Nature"- إن هذه الحفريات تقدم دليلا آخر على أن الإنسان قد سكن هذه المنطقة منذ أزمنة سحيقة.
وعثر العلماء أيضا على أدوات حجرية وعظام حيوانات ودلائل على قيام بشر بذبحها أو تقطيعها.
ويتألف ما تم اكتشافه من جزء من فك سفلي، لا يزال فيه بقايا سبعة أسنان، كما تم العثور على سن منفصل يعود لصاحب أوصاحبة الفك.
ويشير صغر حجم الفك إلى أنه قد يكون لامرأة.
وتم اكتشاف هذه الحفريات في منطقة سيرا دي أتابويركا، وهي منطقة تلال بالقرب من مدينة بورجوس التي تضم مجموعة من الكهوف الكلسية العتيقة.
وقد كشفت هذه الكهوف عن دلائل واضحة على سكنى بشر منذ زمن قديم في هذه المنطقة، المصنفة من قبل منظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي.
وعثر على الحفريات الجديدة في موقع "سيما ديل إليفانتيه" الذي يقع على بعد عدة مئات الأمتار فقط من موقعين آخرين كشفا أيضا عن حفريات بشرية أثرية.
وتقول ماريا بيرموديز دي كاسترو مديرة المركز الوطني لأبحاث التطور البشري في إسبانيا والمشاركة في البحث عن الاكتشاف الجديد "إنه أقدم حفريات بشرية يعثر عليها في أوروبا الغربية".
هجرة منذ الأزل
ويقول دكتور بيرموديز دي كاسترو لبي بي سي إن الكشف الجديد يشير إلى هجرة الإنسان الحديث (هومينينز) من إفريقيا.
والإنسان الحديث هو السلالة البشرية وأسلافها منذ تطورت عن الشمبانزي حسب نظرية النشوء والارتقاء.
ويقول الباحثون إن هذا الإنسان فور استقراره في الغرب قد تطور إلى سلالة محددة هي "الانسان الرائد".
ويسعى الباحثون الآن لدراسة ما إذا كان "الإنسان الرائد" هو من أسلاف سلالتنا البشرية "هومو سبينز".
بيانات واضحة
واستخدم الباحثون الإسبان ثلاثة أساليب لتحديد عمر الحفريات الجديدة.
وتاريخ سكنى الإنسان لأوروبا غير محدد وكثيرا ما أثار الجدل.
ويقول بروفيسور ستينجر إن المعلومات التي توفرت تشير إلى أن أوروبا الجنوبية "بدأ استيطانها من قبل ساكني غربي آسيا بعد وقت قصير من خروج الإنسان من إفريقيا".
ويضيف إن هذا البحث يعطينا الثقة بالقول إن أوروبا لم تكن خارج المعادلة من حيث انتشار الجنس البشري قديما.
ويؤكد أن سلالات قديمة من البشر ظهرت في جاوة والصين قبل 1.5 مليون سنة، وبالتأكيد فإن بعض البقايا الحيوانية التي عثر عليها في تلك المواقع الآسيوية قد عثر عليها في أوروبا الغربية.