الكابتن حسن شحاتة للمرة الثانية يكرر تصرفا خارجا عن منظومة القيم والمبادئ، المرة الأولى كانت عندما طالب برفع العقوبة عن شيكابالا وأكد أن المنتخب بحاجة لموهبة شيكابالا، لم يكتف شحاتة بذلك، بل إنه كرر هذا الكلام وشدد على ضرورة رفع الإيقاف عن شيكابالا وكاد أن ينجح لولا قرار الفيفا بإيقاف شيكابالا، نجا الكابتن شحاتة من نفسه، نعم نجا شحاتة من هواه ومن انتمائه، لأنه لو نجح في رفع الإيقاف عن شيكابالا وضمه للمنتخب، ربما ما كنا كسبنا بطولة غانا 2008، لأن الله دائما مع الحق ومع الخير، فهل كان الكابتن شحاتة يطالب برفع الإيقاف عن شيكابالا خدمة للزمالك أم خدمة لمنتخب مصر؟.
للإجابة على هذا السؤال نأخذ مثالين آخرين أو ثلاثة، تذكرون ما فعله ميدو في بطولة مصر 2006، يومها ثار الكابتن حسن شحاتة وأصر على إيقاف ميدو وأصر على عدم مشاركته في المباراة النهائية، فهل كان غضب الكابتن حسن شحاتة من أجل القيم والمبادئ؟، أم كان غضبه من أجل كبريائه هو؟، علما بأن ما حدث من ميدو هو نفس ما حدث من شيكابالا مع مدربه مجدي طلبه، فلماذا طالب برفع الإيقاف عن شيكابالا؟، ولماذا أصر على معاقبة وإيقاف ميدو؟.
أعتقد أنه بالمقارنة بالموقفين يتضح لنا أن القيم والمبادئ لا علاقة لها بمواقف الكابتن حسن شحاتة، ففي واقعة ميدو كانت ثورة شحاتة من أجل كبريائه وليس من أجل القيم والمبادئ والدليل هو إصراره على رفع الإيقاف عن شيكابالا، رغم أن خطأ ميدو هو نفسه خطأ شيكابالا، ولكي أؤكد هذا الاستنتاج سأدعمه بدليل آخر وموقف آخر للكابتن حسن شحاتة وهو موقفه من الهارب عصام الحضري.
عصام الحضري هرب من ناديه فجأة وسرا، فهل هروب الحضري تصرف يرضي الكابتن شحاتة؟، هل يرى الكابتن شحاتة أن هروب الحضري تصرف طبيعي لا يمس القيم والمبادئ؟، أم أن هروب الحضري أسعد الكابتن شحاتة ولذلك يريد أن يكافئ الحضري بإشراكه مع منتخب مصر؟، أعتقد أن الكابتن حسن شحاتة لم ينس أنه زملكاوي، وأن هروب الحضري في هذا التوقيت وبهذه الطريقة المخجلة التي أوقعت النادي الأهلي في مأزق لعدم إمكانية استبدال الحضري بحارس آخر في بطولة الأمم الإفريقية، هذا الهروب أسعد الكابتن شحاتة الذي مازالت تحركه الأهواء، وهنا أحذر الكابتن شحاتة من نفسه، أحذره من مكافأة الهارب الذي تخلى عن ناديه، الذي لم يحترم تعاقده ولم يحترم زملائه ولا الأجهزة الفنية ولا جماهير الأهلي، احذر يا كابتن شحاتة .. لا تكرر ما فعله الكابتن محمود الجوهري عندما أصر على ضم إبراهيم سعيد وأكد أيضا مثلك بأن المنتخب بحاجة إلى إبراهيم سعيد وأن وجوده ضروري للوصول لنهائيات كأس العالم، وطبعا تعلم جيدا يا كابتن شحاتة بأننا لم نصل لكأس العالم ومازالت تلك الواقعة نقطة سوداء في تاريخ الجوهري، خسرنا الوصول لكأس العالم وخسرنا المبادئ، وأصبحنا مثالا للسخرية من الرياضيين العرب، ولهم كل الحق، كيف تقف مصر كلها على لاعب خائن؟.
قد يقول قائل: لو أن الكابتن حسن شحاتة تحركه الأهواء لما استعان بلاعبي الأهلي وترك لاعبي الزمالك، أقول لهؤلاء: هل كان هناك لاعبون في الزمالك في الفترة الماضية يستحقون الانضمام للمنتخب ولم يضمهم شحاتة؟، طبعا لا يوجد، وهنا من الطبيعي أن يستعين المدير الفني للمنتخب بأفضل اللاعبين الجاهزين فنيا وتكتيكيا ومعنويا ولم يكن هناك في مصر غير لاعبي الأهلي أبطال الدوري والكأس والسوبر وأبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي، وطبيعي هنا أن يعمل المدير الفني لمصلحته أولا وبالتالي لمصلحة مصر وهو ما حدث فعلا وفازت مصر ببطولة الأمم الإفريقية 2006 بفريق يضم سبعة لاعبين أساسيين من الأهلي، فهل كان يمكن أن يضحي شحاتة باسمه وسمعته ومستقبله من أجل ضم لاعبين لم يستطيعوا أن يفيدوا ناديهم؟.
موقف آخر يؤكد أن أقوال وأفعال الكابتن شحاتة خارج منظومة المبادئ وأنه تحركه الأهواء، فعندما كانت هناك مشاكل بين عمرو ذكي والزمالك، رفض الكابتن شحاتة ضم عمرو ذكي للمنتخب وقال له: صحح أوضاعك مع نادي الزمالك أولا، وفعلا اعتذر عمرو ذكي عما حدث بينه وبين أيمن منصور وتراجع عن موقفه الغاضب، فلماذا يعلن الكابتن شحاتة أن الحضري سيلعب مع منتخب مصر رغم هروبه من الأهلي؟، ألم أقل لكم أن الكابتن شحاتة سعيد بهروب الحضري ويريد أن يكافئه؟، ألا يعني ذلك أن الكابتن شحاتة يسعده أي شيء يضر بمصلحة الأهلي؟.
هناك أسئلة فرضت نفسها بقوة على الساحة الرياضية، متى حصل الحضري على تأشيرة سويسرا؟، فالحضري لعب نهائي البطولة يوم 10 وعاد لمصر يوم 11 وسافر دبي يوم 12 ورقص وتحزم بعلم مصر ليلة 13 وعاد لمصر يوم 13، وجاء الوفد السويسري يوم 14، وسافر الحضري يوم 19، وتأشيرة سويسرا تحتاج لأسبوعين أو على الأقل 10 أيام ،، فمتى قدم الحضري جواز سفره لسفارة سويسرا؟، ومتى حصل على التأشيرة؟، ومتى وقع العقد مع مسئولي نادي سيون؟.
عصام الحضري خدعنا جميعا، خدعنا وهرب، ثم عاد ليكذب ويخدعنا مرة ثانية، خرج على جميع القنوات الفضائية وجميع المحطات التليفزيونية ليقول أنه عاد من أجل الأهلي وأنه باق في الأهلي ولن يحترف إلا عن طريق الأهلي واعتذر كما قال شوبير وكما قال خالد الغندور أن الحضري اعتذر مئات المرات للأهلي ولإدارة الأهلي ولجماهير الأهلي، وأقول للكابتن شحاتة وللكابتن شوبير ولخالد الغندور "بندق" أن الحضري يكذب عليكم وعلينا جميعا، والدليل أن الحضري رفض أن يوقع عقدا جديدا ليثبت حسن النية، ورفض أن يكتب خطابا ينفي علمه بمضمون الخطاب الذي وقع عليه، هذا الخطاب يقول فيه الحضري أنه يتعرض للاضطهاد في الأهلي وأنه يعامل معاملة سيئة في الأهلي، رغم أنه أعلن على شاشات التليفزيون أنه لم يكن يعلم بمضمون هذا الخطاب وأنهم أفهموه بأن هذا الخطاب ضمن أوراق العقد، فلماذا رفض الحضري كتابة خطاب ينفي فيه تلك الادعاءات والأكاذيب التي وقع عليها الحضري، أليس هذا دليلا على سوء نية الحضري؟، أليس هذا دليلا على أنه يكذب علينا؟.
هؤلاء الذين يدافعون عن الحضري يقولون أنه حقق الكثير من البطولات للأهلي ولمصر وجعلوا من الحضري لاعبا فذا وعبقريا وأسطورة لا وجود لمثلها، وعندما تواجههم بتوقيع الحضري على خطاب يهين الأهلي وإدارة الأهلي، يقول المتلونون أن الحضري فكره محدود ولم يلق التعليم الكافي وأنه جاء من بيئة فقيرة ماديا ومن عائلة بسيطة وأنه غـُرر به لأنه لا يعرف اللغة الانجليزية.
أمر غريب وعجيب يجعلون منه عبقريا ويصورونه بأنه أسطورة، في نفس الوقت يتراجعون ويجعلون منه شخصا ساذجا .. جاهلا وربما مغفلا، ألم أقل لكم أنهم يتلونون ويرقصون بأقلامهم ويرقصون بكلماتهم، هل لو كانت تلك الأوراق التي وقع عليها الحضري بها تنازل عن جنسيته أو ديانته أو تنازله عن كل ما يملك، هل كان سيقول أنه جاهل لا يعرف اللغة الانجليزية !؟، وهل كان القانون سيحميه؟.
مازال المتلونون وأصحاب المصلحة يحاولون تسطيح جريمة الغدر التي ارتكبها الحضري في حق ناديه وحق زملائه وحق جماهيره، يا كابتن شحاتة، يا كابتن شوبير، يا كابتن بندق، يا كل الراقصين المتلونين : الحضري هرب وترك ناديه، الحضري لم يحترم إدارة الأهلي ولا أجهزته الفنية أو الإدارية ولم يحترم زملاءه ولم يحترم جماهيره، الحضري لم يحترم تعاقده، الحضري أساء لمصر كلها وليس الأهلي فقط، هذه هي القضية، القضية ليست اللوائح ولا العقوبة ولا شيء آخر، وما فعله الحضري اليوم سيتكرر غدا من لاعبين آخرين من كل الأندية.
عندما رد جوزيه على بعض الصحفيين، ثار وهاج معظم الصحفيين وحولوها لقضية وطنية قومية، اعتبروا أن رد جوزيه على أحد الصحفيين هو إهانة لمصر كلها، اعتبروها إهانة واعتبروها جريمة ضد الصحافة المصرية وبالتالي إهانة لمصر كلها، واليوم نفس هؤلاء الأشخاص ومعهم الكابتن حسن شحاتة وكذلك شوبير وبندق يصورون قضية الحضري على أنها خلاف بين الحضري والأهلي ولا علاقة لها بمصر، هكذا يتلون الراقصون، فالأهلي ليس مجرد شخص ولكنه مؤسسة رياضية، بل إنه أكبر مؤسسة رياضية تمد المنتخب بأفضل أبطال مصر، فكيف لهؤلاء الراقصون أن ينصروا ناديا أجنبيا على نادي مصري؟، كيف لهؤلاء المخادعون أن ينصروا الغدر على القيم والمبادئ؟.
لمن يقولون أن الحضري أعطى الكثير للأهلي وأنه وراء فوز الأهلي بالبطولات، وأن الحضري حارس مرمى موهوب لأن هناك حراس مرمى جاءوا إلى الأهلي وخرجوا دون أن يكون لهم تاريخ ودون أن يثبتوا جدارتهم، أقول لهؤلاء المخادعون أن الحضري استغرق 8 سنوات لكي يكون أحسن حارس مرمى في أفريقيا، 8 سنوات ظل الحضري حارسا عاديا، ولو كان موهوبا حقا لما أخذ كل هذه السنوات، ولو كان موهوبا حقا لكان قد حجز لنفسه مكانا من أول عام حرس فيه مرمى الأهلي، ووقتها كانت ستنهال عليه عروض الاحتراف وهو صغير السن كما حدث مع نادر السيد، لو كان الحضري أثبت جدارته منذ 12 عاما لكان وقتها يبلغ من العمر 23 سنة أو 24 سنة أو حتى 25 سنة، ولكن الحضري لم يتألق إلا في وجود مانويل جوزيه، لم يتألق إلا بعد التعاقد مع نادر السيد، لو كان الحضري اجتهد من البداية لاحترف وهو صغير، ولكنه ظل ثمان سنوات مجرد حارس عادي، وعند أول فرصة هرب وترك ناديه الذي صبر عليه كل هذه السنوات، ولكن ابحث عن الأصل، أصيل يا حضري.