بطولة غانا كتبت شهادة ميلادهم
إعداد:إلهام عبد الفتاح
لاتزال القارة الافريقية المنبع المتجدد للمواهب الكروية والمخزن الكبير الذي لا ينتهي من اللاعبين المتميزين الذين تلتقطهم الأندية الاوروبية الكبري وتصنع منهم نجوما.
في كل بطولة يظهر مجموعة من النجوم مختلفين عن البطولة التي تسبقها.. غانا 2008 بدأت بالنجوم والاسماء الكبيرة المعروفة مثل دروجبا وايسين وايتو.. ولكن الاداء والنتائج جعلنا نردد سونج ومانشو وزكي والشيخاوي وغيرهم.
هؤلاء هم نجوم المستقبل في القارة الافريقية.. وهم الذين ستردد أسماؤهم جماهير افريقيا في بطولاتها القادمة.. بعد أن سجل مسئولو الاندية الاوروبية الكبيرة أسماءهم في نوتة ملاحظاتهم.
ألكسندر سونج
الكسندر سونج لاعب خط الوسط الكاميروني ونادي الارسنال الانجليزي من أصغر اللاعبين في هذه البطولة فهو لا يتعدي عمره العشرين عاما.. كان خروجه متأثرا باصابته في المباراة النهائية أمام مصر له تأثير كبير علي مستوي خط الوسط الكاميروني.. ولكن لم يكن الحال مع سونج الصغير قبل البطولة مثلما هو الآن.. فعلي الرغم من انضمامه للارسنال لم يكن يشارك فعليا في المباريات واقتصرت مشاركته علي أربع مرات خلال الشهور التي سبقت البطولة الافريقية.. وبلاشك سوف يعيد أرسين فينجر المدير الفني للارسنال حساباته من جديد مع هذا النجم الافريقي بعد المستوي الرائع الذي قدمه خلال البطولة.
ولن يكون فينجر هو الوحيد الذي سيراجع نفسه ولكن سواء استمر اتوفيستر مع الكاميرون أو لم يستمر فأي مدير فني يتولي تدريب منتخب الأسود سوف يعتمد علي هذا الاسد الصغير في منتصف ملعبه.
تعد هذه البطولة هي أول كأس للأمم الافريقية يشارك فيها الكسندر سونج علي الرغم من دخوله ضمن فرق الكبار منذ أن كان في سن السادسة عشرة.. وقبل الذهاب الي كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين لم يكن ضمن التشكيلة الاساسية للأسود ولكن أتوفيستر المدير الفني لمنتخب الكاميرون اعطاه الفرصة في النصف الثاني من المباراة الافتتاحية أمام مصر وكان عند حسن ظنه وابلي بلاء حسنا علي الرغم من خسارة الاسود.
يتميز سونج بالقدرات البدنية الفائقة والمهارة العالية بالاضافة الي انه لاعب تكتيكي وفي الكاميرون يعتبرونه من مكاسبهم في هذه البطولة وقال البعض علي مارك فو ان يرقد بسلام فقد وجدنا من يستطيع أن يخلفه.
الكسندر سونج هو ابن شقيق روبرت سونج كابتن منتخب الاسود والسبب في احترافه اللعب ولكن سوف يتفوق ابن الاخ علي عمه.. واذا لم يستطع الارسنال أن يجد مكانا في خط وسطه لسونج فقد لا يستطيع الاحتفاظ به كثيرا.
عمرو المقاتل الشرس
اللاعب الثاني في قائمة نجوم المستقبل كان البطل المصري عمرو زكي مهاجم الزمالك والبالغ من العمر 24 سنة.. لم يستطع أن يحرز عمرو أهدافا في المباراتين الاوليين في البطولة ولكن ذلك لم يفت في عضد هذا المقاتل الشرس أو في ثقة مدربه حسن شحاتة فيه بل أعطاه المزيد من الفرص ولم يخب ظنه وانهي البطولة وهو قد احرز أربعة أهداف وجاء الثاني في ترتيب الهدافين.
وبدأ عمرو زكي انطلاقاته مع منتخب مصر منذ مباراة الدور قبل النهائي أمام السنغال والتي احرز فيها هدف الفوز.
السهولة التكتيكية ليست فقط ما يتمتع به عمرو زكي ولكن فضائله كثيرة فهو يمتاز بالتصميم والجهد الوافر والالتحام مع المنافسين والتعاون مع الزملاء مما يجعله لاعبا هجوميا مثاليا.. وهو أول من يقوم بالضغط الدفاعي في فريقه مثلما يفعل في المواقف الهجومية.
بعد البطولة الافريقية 2006 لفت عمرو زكي أنظار الأندية الفرنسية مثل نانت ولكنه فضل لوكوموتيف موسكو والذي انهي انتقاله مقابل 2 مليون دولار ولكن انخفاض الحرارة في موسكو بشدة وهو شيء غير معتاد لعمرو زكي جعله يعود بعد ستة أشهر فقط لينضم الي الزمالك.
سجل عمرو زكي أمام زامبيا ثم انجولا ثم هدفين في مرمي كوت ديفوار فتح بهما الباب للمنتخب المصري الي الدور النهائي وربما يفتح له أيضا الباب للاحتراف في أوروبا للمرة الثانية ولكن هذه المرة في بلد ليس فيها البرد بمثل هذه القسوة في روسيا.
مانشو الخطير
اما الاكتشاف الكبير لكأس الامم الافريقية الاخيرة فهو النجم الانجولي مانشو والذي لو صبر عليه مسئولو مانشستر يونايتد لما بعد البطولة لربما لم يستطعوا ان يضموه بمثل هذه السهولة وليكون أول لاعب انجولي سيلعب في الدوري الانجليزي ولكن لتعقيدات اللعب في انجلترا فهو معار لمدة ستة أشهر لنادي باثينكوس اليوناني.
هذا اللاعب الفارع الطول والذي يبلغ طوله 188 سم لم يكن معروفا حتي بداية مباريات المنتخب الانجولي في البطولة واستطاع في كل مباراة يلعبها ان يسجل فهو لعب 4 مباريات ب 4 أهداف.
يتميز مانشو بالسرعة والمهارة والاحساس الكبير أمام مرمي المنافس.
والصدفة البحتة هي التي قادت مانشستر يونايتد كي يبرم معه عقدا فقد حضر اللاعب الي مانشستر وتدرب معهم لمدة ثلاثة أسابيع وقدمه الي اليكس فيرجسون مساعده كارلوس كويروز وبالفعل لاقي مانشو اعجاب فيرجسون الذي طلب التعاقد معه علي الفور ولمدة ثلاث سنوات.. مانشو حقق حلمه باللعب في أوروبا وبالتحديد في مانشستر.
ثنائيات كروية
ستيفان مابيا لاعب خط الوسط الكاميروني واستاد رينيه الفرنسي.. هذا اللاعب الصغير ذو الواحد والعشرين عاما صاحب الفضل في وصول المنتخب الكاميروني الي المباراة النهائية بعد هدفيه الرائعين في مرمي المنتخب التونسي في دور الثمانية ليفتح الباب أمام الاسود الي الادوار التالية.
هذه البطولة الافريقية ستكون صاحبة الفضل عليه في اعادة اكتشاف مواهبه لدي ناديه الفرنسي الذي لا يضعه دائما ضمن التشكيلة الرئيسية.. ستيفان مابيا يعلم جيدا كيف يستفيد من قدراته البدنية ولديه سرعة فائقة بالاضافة لحساسية قدمه التي تعرف الطريق أمام المرمي.. ولذلك لم يكن من المستغرب أن يكون مابيا هدفا للعديد من الاندية الاوروبية مثل ايفرتون ومانشستر سيتي وتوتنهام وبورتسموث الانجليزي واودينيزي الايطالي.
الثنائي الغاني انتوني انان وجونيور اجوجو.. لم يكن أحد يعلم عنهما شيئا قبل هذه البطولة فالاثنان يلعبان في اندية اوروبية ولكنها لا تكاد تكون علي الخريطة.. انان لاعب خط الوسط المدافع اتي الي غانا ليكون ضمن الاحتياطيين وسرعان ما استطاع ان يكون ضمن التشكيلة الاساسية وكانت أفضل مبارياته أمام المغرب والتي ستبقي في ذاكرة العديد من الجماهير الغانية وساعد اداؤه في خط الوسط أن يتفرغ مايكل ايسين لاداء دوره الهجومي.. كلود لورا المدير الفني للمنتخب الغاني قال ان انان يجب أن يلعب في أكبر الاندية الاوروبية.. انان يلعب حاليا لنادي النرويج الذي يشارك في القسم الثاني.
اما جونيور اجوجو فهو اكتشاف متأخر جدا حيث يبلغ من العمر 28 عاما لعب في أندية كثيرة منذ عام 97 ولكنها كلها تكاد تكون مجهولة آخرها توتنهام فودست نادي القسم الاول في الدوري الانجليزي.. سيظل هدفه أمام المنتخب النيجيري في دور الثمانية في أذهان محبي النجوم السوداء وكشف عن امكانيات رائعة لهذا المهاجم القوي السريع والذي اكتشفته فجأة الاندية الانجليزية الكبيرة مثل بلاكبرن وميجان وبرمنجهام في مباريات البطولة الافريقية ويضم المنتخب الغاني أيضا أصغر لاعبي البطولة اندريه ايوا أو ديدي من مواليد ديسمبر 1989 ومن يراه لا يصدق انه لا يتعدي 18 عاما لقوته الجسمانية وامكانياته البدنية العالية وموهبته الكروية ولما لا فهو ابن النجم الكبير عبيدي بيليه ومن شابه اباه فما ظلم.. ولد ايوا خارج غانا وبالتحديد في مارسيليا فلعب لناديها سواء في الناشئين أو علي مستوي الفريق الاول.. ولكن لن يبقي النجم الصغير كثيرا في مارسيليا حيث بدأت مفاوضات من الارسنال الانجليزي لضمه.. وكانت الامم الافريقية 2008 هي أول ظهور رسمي له مع منتخب بلاده التي فضل اللعب لها علي ان يلعب لمنتخب فرنسا التي يحمل جنسيتها ولعب ايوا أساسيا في معظم المباريات وفضله لورا علي العديد من اللاعبين الاكثر خبرة.
من الثنائيات التي اكتشفتها هذه البطولة التونسيان ياسين الشيخاوي وأمين الشرميطي.. لو لم يستطع المنتخب التونسي الاستمرار في البطولة لأبعد من دور الثمانية فمن مكاسبها المهاجم ياسين الشيخاوي 21 سنة والذي يشبهونه بالنجم الفرنسي زيدان وزميله الشرميطي 20 سنة والذي ظهر رائعا عندما يتاح له الفرصة من جانب المدير الفني لمنتخب تونس واختير الشرميطي كأحسن لاعب افريقي لعام 2007 طبقا لاختيارات الاتحاد الافريقي.