دخل التاريخ من أوسع أبوابه، باعتباره واحدا من خمسة مدربين حققوا لمصر بطولة الأمم الأفريقية، ورغم ذلك مازال مادة دسمة للهجوم باستمرار، وبعد أن اجتاز بالمنتخب الدور الأول لبطولة الأمم الأفريقية بنسبة نجاح فاقت كل التوقعات لايزال الأداء محل انتقاد.. «المصري اليوم» كانت حريصة علي لقائه في كوماسي، لوضع حد للكثير من القضايا الشائكة المتعلقة بالمنتخب. بداية كيف تري المواجهة مع أنجولا غدا؟ ـ بالتأكيد مباراة صعبة للغاية، لأن الفريق الأنجولي يضم لاعبين صغار السن، يمتازون باللياقة البدنية، ويلعبون بطريقة منظمة ولديهم جماعية في الأداء والانسجام، لأنهم تجمعوا في البرتغال قبل شهر من البطولة، ولا تنس أن هذا الفريق تراكمت لديه الخبرات بعد المشاركة في كأس العالم، وتزيدات آمالهم بعد الصعود إلي دور الثمانية، خصوصا أن الفريق لم يكن مرشحا في وجود تونس والسنغال. * وهل تشعر بالارتياح لتفادي المواجهة مع تونس؟ ـ لا أنكر أن الابتعاد عن المواجهات العربية أفضل، لأننا ندخلها دائما تحت ضغط، ولكننا استعددنا لكل الاحتمالات، ووضعنا في اعتبارنا الصعود كأول المجموعة بصرف النظر عن أي شيء وكان من المحتمل أن تصعد تونس كثاني المجموعة ونلتقي معها. * وهل توقعت مواجهة أنجولا وأنت تلاقيها وديا قبل أيام من البطولة؟ ـ إطلاقا وكل ما فكرت فيه وقتها أن نلعب مع فرق من خارج المجموعة، التي وقعنا فيها بدليل أننا فكرنا في اللعب مع تونس، رغم احتمالات اللعب معها في دور الثمانية لولا تمسكهم باللعب في تونس، وهو ما تعارض مع ظروفنا، وعموما سنضع المواجهة الودية في الاعتبار، ويكفي أنها كشفت لنا عن أزمة حقيقة هي تعامل بعض اللاعبين مع المباراة بحسابات شخصية، وهذا أمر غير مطلوب إلا إذا تم في ضوء مصلحة الفريق. * وكيف تخطط لإدارة اللقاء؟ ـ أرفض الخوض في التفاصيل الفنية، ولكننا جاهزون للمباراة بخطة هجومية، وبمفاجأة سيكون لها أثر كبير في مجريات اللقاء، لأن الفريق الأنجولي كتاب مفتوح لنا، مثلما أصبحنا نحن بالنسبة لهم، وقادرون أن شاء الله علي الحسم وكل ما أتمناه أن يوفق اللاعبون في استغلال الفرص، لأن مثل هذه المباريات لا تنتهي إلا بالضربة القاضية، وهو ما أخشاه، ولذا عمدت مع الجهاز الفني إلي تهيئة اللاعبين نفسيا قبل الإعداد البدني للقاء. * ولكن الأداء أمام زامبيا يثير المخاوف؟ ـ أعترف بأنني غير راض عن مستوي بعض اللاعبين، وغير راض عن الأداء في مباراة زامبيا، لأنه لم يكن له ما يبرره، وللأسف فهم اللاعبون رغبتي في التأمين بلاعب وسط مدافع بدلا من صانع الألعاب والدفع بليبرو، باعتباره تحفظاً دفاعياً فلم يتحرروا منه والتزموا، ورغم محاولاتي بين شوطي المباراة تخليصهم من هذا العيب، فإنهم لم يستجيبوا. * ولماذا التحفظ دفاعيا والمباراة لم تكن محتاجة لذلك؟ ـ أردت من الدفع بأحمد حسن تخفيف العبء عن محمد شوقي وحسني عبدربه، بعد أن تحملا في مباراتي الكاميرون والسودان العبء الأكبر، وكنت أخشي من إجهادهما، ولو كانت الظروف في صالحنا أو ضمنا الصعود لأتحت لهما الفرصة للراحة. * بالمناسبة لماذا تم الدفع بحسني رغم إصابته؟ ـ حسني لم يكن مصابا ولو كان كذلك ما دفعت به مهما كانت حساسية المباراة، وليس من طبعي الاعتماد علي لاعب مصاب وأفضل دائما إراحة اللاعب حتي لو اشتكي من آلام بسيطة، والحمد لله لدينا البدائل الجاهزة. * ولكن أحمد حسن لعب وهو يعاني من آثار البرد؟ ـ أحمد لاعب كبير ووجوده في الملعب ضرورة باعتباره قائدا قبل أن يكون لاعبا مؤثرا وأعترف أنه لم يدخل بعد في الفورمة، لكنه لاعب يصعب الاستغناء عنه، ولذا حاولنا تجهيزه للاستفادة من قدراته في المباراة المقبلة. * وما الحكمة من الدفع بإبراهيم سعيد وقد اتهمك البعض بمجاملته؟ ـ لم أجامل إبراهيم، والمجاملة ليست من طبعي وأحيانا ما تتسبب صراحتي في دخولي في أزمات، ولو أردت مجاملة إبراهيم سعيد فليست البطولة والظروف الحالية هي المجال المناسب لذلك، ولكني أردت إدخال اللاعب في جو المباريات وتجهيزه كبديل لهاني سعيد وهو ما يشعرنا بالطمأنينة، وعموما كل تغيير نجريه يكون لنا منه هدف مثل تغيير عمرو زكي لتفادي حصوله علي الإنذار الثاني. * مستوي محمد زيدان بين الكاميرون والسودان وزامبيا يحمل علامة استفهام؟ ـ زيدان مستواه ثابت، ولكن لكل مباراة ظروفها والتكتيك الخاص بها، فمثلا زيدان لعب مباراة العمر أمام الكاميرون وساهم كثيرا في الفوز، لأن المباراة كانت مفتوحة بلغة الكرة، ولكنه في مباراة السودان لم يقدم كل ما لديه، لأن الفريق كله لم يظهر بالصورة المطلوبة بسبب أسلوب لعب الفريق السوداني الذي اعتمد علي تضييق المساحات واللعب بعنف. * وما حقيقة ما تردد عن وجود خلافات بين اللاعبين؟ ـ لم يحدث أي خلاف بين اللاعبين، والجميع لديه إحساس بالمسؤولية، ولكن إذا كان أتوبيس الفريق قد تعرض لحادث مثلما أشيع فقد وقعت المشادة بين إبراهيم سعيد وعمرو زكي تحديدا * لكن بعض اللاعبين اعترضوا علي استمرار تجاهل الدفع بهم؟ ـ لم يحدث ذلك ووصلنا مع اللاعبين إلي درجة من الثقة والتفهم لطبيعة البطولة، والكل لديه نفس الروح، لأن الفوز في النهاية مكسب للجميع، ولكن الرغبة في اللعب والتواجد أمر إيجابي بشرط ألا يتجاوز حدود الاحترام أو الاستفسار من جانب اللاعبين عن فرصتهم في اللعب أو السبب لاستبعاده وأنا أقدر هذا الأمر باعتباري لاعباً سابقاً. * مواجهة الفرق الصغري تمثل لنا أزمة حقيقية، ألا تخشي من تعامل اللاعبين مع لقاء أنجولا من هذا المنطلق؟ ـ أكثر ما أخشاه هو الفرق التي تلعب كرة جماعية مثل أنجولا وهو ما أحاول إيصاله إلي اللاعبين، لأنني أشعر أحيانا بأن البعض يستسهل المباراة وهذا في حد ذاته كارثة كبيرة، لأننا عانينا كثيرا في التصفيات بسبب الشعور السائد بسهولة المجموعة، رغم أن الكرة لا تعترف بالتاريخ، وللأسف الإعلام ساهم في وصول هذا الشعور إلي اللاعبين. * وهل تشعر بالرضا عن الفريق حتي الآن؟ ـ الحمد لله، النتائج منذ تولينا المسؤولية جيدة وفي صالح الجهاز الفني، واللاعبون لديهم استعداد للفوز باستمرار ويمتازون بروح البطولات، ونسعي دائما لبث هذه الروح بداخلهم، ولكن الفريق والجهاز لم يحصلا علي حقهما. * هل تقصد أنك ظلمت لحساب آخرين؟ ـ لا أقصد أحداً، ولكننا كجهاز فني لم نحصل علي حقنا، رغم أننا حققنا كل المطلوب ففزنا ببطولة أفريقيا والدورة العربية وصعدنا إلي الأمم الأفريقية ونسير بخطي ثابتة نحو تحقيق الهدف. * بالمناسبة كيف استقبلت الترشيحات التي استبعدت مصر؟ ( لم أهتم بها، لأن نفس الترشيحات تجاهلت المنتخب المصري قبل البطولة السابقة، رغم تنظيمها في القاهرة والمهم في النهاية هو الفوز باللقب، وأعتقد أن الفوز علي الكاميرون قلب الموازين وساوي أسهمنا مع الفرق المرشحة.
شحاتة: أنجولا «كتاب مفتوح».. والاستهانة به «كارثة»