لهذا نخاف......... من مباراة زامبيا

نعم فاز المنتخب المصري على المنتخب الكاميروني بأربعة أهداف لهدفين وقدم ملحمة رائعة جاءت حافلة بكل فنون كرة القدم، ثم فاز على المنتخب السوداني بثلاثية نظيفة حصد معها النقاط الثلاث المطلوبة، ولكن هذا لم يكن كافيا –حتى الآن- لضمان الصعود إلى دور الثمانية فالمنتخب المصري مازال في حاجة إلى نقطة على الأقل لضمان التأهل واحتلال المركز الأول في مجموعته، أما الخسارة وتحديدا بثلاثية -لا قدر الله- فقد تدفعنا إلى خارج البطولة.

سيتساءل البعض: كيف لم نضمن الصعود؟ ولماذا الهزيمة بثلاثية تدفعنا إلى الخروج من البطولة؟ وتعالوا معا لنحسبها.. المنتخب المصري يمتلك ست نقاط، ولديه من الأهداف سبعة وعليه هدفان، أما منتخب زامبيا فلديه ثلاث نقاط وله أربعة أهداف وعليه 5 أهداف، وإذا ما فاز المنتخب الزامبي –وهو لن يحدث أبدا إن شاء الله- بثلاثة أهداف فسيتساوى الفريقان المصري والزامبي في النقاط والأهداف (6 نقاط، وله 7 أهداف وعليه 5)، وسترجح كفة منتخب زامبيا بفوزه علينا، وإذا ما فاز المنتخب الكاميروني –وهو أمر متوقع بالطبع- على المنتخب السوداني ولو بهدف فإنه سيتساوى معنا أيضا في النقاط، ولكن رصيده من الأهداف سيكون 8 وعليه 5، أي أنه سيتفوق في فارق الأهداف.

ونحن -بالطبع- لا نقول هذا من قبيل التشاؤم أو التقليل من الإنجاز الذي حققه الفريق حتى الآن وإنما الهدف فقط هو توضيح الأمور والإشارة إلى أن الصعود إلى دور الثمانية –رغم اقتراب تحقيقه- لم يتحول إلى أمر واقع حتى الآن، وهذا -في رأيي- سيكون له مردود رائع على أداء لاعبينا فسيأخذون الأمور بجد، وهو ما سيسهل اللقاء علينا كثيرا، وسيدفعنا إلى تحقيق الفوز الذي نستحقه، فنحن أفضل بكل المقاييس.

نعم نؤكد أننا الأفضل وأن المباراة إذا سارت الأمور طبيعية فستكون سهلة، والفوز -إن شاء الله- مضمون، ولكن منذ متى تسير كرة القدم وفقا للأمور الطبيعية وحسابات المنطق؟ لهذا نعود لنؤكد أن على لاعبينا أخذ هذا اللقاء مأخذ الجد، وأن يدركوا أن الفريق الزامبي ليس لديه ما يبكي عليه، وأننا -أيضا- لن نقبل غير الفوز بديلا، حتى نرسل رسالة شديدة اللهجة إلى كل الفرق المشاركة في البطولة، مفادها أننا لا نعرف سوى الفوز.

وتعالوا نقلب سويا في دفاتر الماضي لنتعرف على تاريخ المواجهات بين الفريقين، لنعرف ماذا يقول التاريخ الذي -بالطبع- لا يكذب ولا يتجمل..

لقد التقى الفريقان في بطولة الأمم الإفريقية من قبل 6 مرات، الأولى كانت في السبعينيات وتحديا في عام 1974 وعلى أرض مصر، وكان اللقاء في الدور الأول وفاز الفريق المصري بثلاثة أهداف لهدف واحد.


بعدها لم يلتقِ الفريقان وجها لوجه لفترة طويلة حتى جاء عام 1992، حيث التقى الفريقان في الدور الأول أيضا وكانت البطولة تقام في السنغال، وكانت المفاجأة هي فوز فريق زامبيا "كالوشا بواليا ورفاقه" على المنتخب المصري -الفريق الذي شارك في كأس العالم 1990- بهدف للا شيء، وهي المباراة التي عجلت بخروج منتخبنا من البطولة بعد أن تلقى هزيمة مماثلة أمام غانا.

واستمرارا لمسلسل التفوق الزامبي كان اللقاء الثالث في جنوب إفريقيا 1996، ولكن المواجهة كانت هذه المرة في دور الثمانية، وفاز المنتخب الزامبي بثلاثة أهداف لهدف واحد. الغريب أن الشوط الأول من اللقاء كان قد انتهى بتقدم مصر بهدف للا شيء أحرزه "سمير كمونة" قبل أن تستقبل شباك "نادر السيد" ثلاثية في الشوط الثاني.

ويأتي اللقاء الرابع لينفي تحول الفريق الزامبي إلى عقدة.. كان اللقاء في الدور الأول أيضا ووسط مخاوف من اللقاء فاجأ المنتخب المصري الجميع بفوز كاسح برباعية نظيفة، ومن يستطيع أن ينسى (هاتريك) "حسام حسن" وهدف "ياسر رضوان"؟

وكالعادة وقع الفريقان في مجموعة واحدة في البطولة التي أقيمت بنيجيريا وغانا 2000، وفاز منتخب مصر بهدفين للا شيء، وتكرر الموقف في البطولة التالية 2002 في مالي وفاز المنتخب المصري أيضا بهدفين لهدف واحد.

التاريخ يؤكد الواقع إذن، فالغلبة للمنتخب المصري بأربعة انتصارات لهزيمتين، ولهذا فنحن جميعا متفائلون، وسننتظر الساعات القليلة القادمة بفارغ الصبر ليؤكد نجومنا هذا التفوق، ونحلق في أجواء دور الثمانية، تمهيدا للتحليق إلى ما هو أبعد.. أبعد بكثير.. إلى منصة التتويج..

هو مش نخاف لكن نحترم الغير كبير او صغير