النسور يتحدون الأفيال.. في لقاء القمة الأفريقي
كوماسي - أحمد زهران
بعد 24 ساعة فقط من افتتاح بطولة كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين لكرة القدم 2008 في غانا سيكون عشاق الساحرة المستديرة اليوم الاثنين علي موعد مع لقاء السحاب الأفريقي ومع عرض للمتعة والمهارة عندما يلتقي المنتخبان النيجيري والإيفواري في مباراة قمة مبكرة بالمجموعة الثانية في الدور الأول للبطولة.
يلتقي منتخبا نيجيريا وكوت ديفوار في الخامسة من مساء اليوم بتوقيت غانا السابعة بتوقيت القاهرة علي استاد سيكوندي في أولي المواجهات القوية بهذه البطولة الأفريقية حيث يبرز الفريقان ضمن أقوي المرشحين للفوز باللقب هذه المباراة بل إن خروج أحدهما مبكرا يبدو من قبيل المفاجآت ذات العيار الثقيل في هذه البطولة كما تمثل الهزيمة في مباراة اليوم صدمة قوية لأي منهما.
وفي نفس التوقيت تقام مباراة ناميبيا مع المغرب علي استاد العاصمة أكرا وهي المباراة الثانية في المجموعة الأولي حيث اقتصرت فعاليات اليوم الأول من البطولة علي حفل الافتتاح والمباراة الافتتاحية. بينما تقام في التاسعة والنصف مساء علي استاد سيكوندي أيضا المباراة الثانية في المجموعة الثانية وتجمع بين منتخبي مالي و بنين.
لا يختلف اثنان علي أن المواجهة بين نسور نيجيريا وأفيال كوت ديفوار ستكون الأقوي من الناحية النظرية علي الأقل بين مباريات هذه المجموعة المعروفة بمجموعة الموت بل وبين جميع مواجهات الدور الأول في البطولة نظرا لأنهاء لقاء بين فريقين تعج صفوف كل منهما بالنجوم الكبار في مختلف مراكز الملعب.. ومنذ إجراء قرعة البطولة تيقن جميع المتابعين للقرعة أن المجموعة الثانية بلا شك هي أصعب المجموعات بل إنها بالفعل "مجموعة الموت" وأن المباراة الأولي في هذه المجموعة والتي ستجمع بين المنتخبين النيجيري والإيفواري ستكون قمة الإثارة والندية.
يضاعف من أهمية وإثارة هذه المباراة أنها ستشهد مواجهة بين عدد من النجوم البارزين في الفريقين مثل الإيفواري ديدييه دروجبا أمام النيجيري جوزيف يوبو والنيجيري جون أوبي ميكيل أمام الإيفواري يايا توريه و النيجيري أوبافيمي مارتينيز أمام الإيفواري كولو توريه.. كما كان منتظرا أن تشهد هذه المباراة مواجهة بين المدربين الألمانيين بيرتي فوجتس المدير الفني للمنتخب النيجيري "النسور الخضر" وأولي شتيلكة المدير الفني للمنتخب الإيفواري "الأفيال".. ولكن الأخير استقال مؤخرا من تدريب الأفيال لأسباب شخصية بعد دخول نجله في غيبوبة ليترك مسئولية تدريب الفريق إلي الفرنسي جيرار جيلي المدير الفني للمنتخب الإيفواري الأولمبي لتكون مباراة اليوم مواجهة أفريقيا بأقدام لاعبين جميعهم تقريبا من المحترفين بأوروبا بالإضافة إلي أنها ستدار بعقول أوروبية أيضا.
يملك المنتخبان الإيفواري والنيجيري خبرة المنافسة علي الألقاب كما أنهما كانا من بين ممثلي القارة الأفريقية في كئوس العالم التي جرت في السنوات الماضية. فشارك المنتخب النيجيري في بطولات 1994 و1998 و2002 فيما شارك أفيال كوت ديفوار في النهائيات عام 2006 بألمانيا.. ويتميز المنتخب النيجيري الفائز بلقب البطولة مرتين سابقتين بأنه من أكثر الدول الأفريقية تأهلا للمباراة النهائية علي مدار البطولة بالإضافة إلي تصدره الدول الأفريقية في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة "فيفا".
أما المنتخب الإيفواري فإنه أكثر الفرق الأفريقية استعدادا في الوقت الحالي بل إنه أقوي المرشحين للمنافسة علي اللقب من الناحية النظرية علي الأقل لأن لاعبيه اكتسبوا خبرة كبيرة من الاحتراف الأوروبي ويسود بينهم الانسجام والتفاهم بعد سنوات طويلة من اللعب سويا.
من ناحية أخري ورغم قوة الفريقين والترشيحات الكبيرة التي تسبقهما في أي بطولة يشاركان فيها لن يغفل أي منهما عن قوة منافسهما الثالث في المجموعة وهو منتخب مالي الذي يستهل مسيرته في البطولة اليوم بلقاء هو الأسهل له بالتأكيد في المجموعة بل إن الجميع يعتبرونه بروفة جيدة حيث يري الجميع أن القرعة خدمت الفريق عندما أوقعته في هذه المواجهة السهلة مع بنين لتكون استعدادا جيدا له قبل مواجهة النسور والأفيال اللذين يستطيع مراقبتهما قبل اللعب معهما.
يكفي أن منتخب مالي يضم بين صفوفه أحد الأسلحة الفتاكة وهو فريدريك كانوتيه مهاجم أشبيلية الأسباني و الذي كان أحد أبرز عوامل نجاح الفريق في الموسمين الماضيين حيث قاد أشبيلية للفوز بكأس الاتحاد الأوروبي في الموسمين الماضيين كما يلعب إلي جواره لاعبا خط الوسط محمد سيسوكو المحترف في ليفربول الإنجليزي ومامادو ديارا نجم ريال مدريد الأسباني.
تجدر الإشارة أيضا إلي أن المدرب الفرنسي جان فرانسوا جودار المدير الفني لمنتخب مالي نجح في تكوين فريق يتميز بقوة جميع صفوفه ويستطيع تحقيق المفاجأة والعبور من هذه المجموعة علي حساب أحد المنتخبين النيجيري أو الإيفواري إلي دور الثمانية وهو ما سيتحدد في ضوء المباراة أمام بنين اليوم.. ويبدو منتخب مالي من أكثر الفرق الصاعدة والمنطلقة بقوة في القارة السمراء مما يجعل التكهن بهوية الفريقين المتأهلين من هذه المجموعة أمرا صعبا.
أما المواجهة الأخري اليوم فتشهد البداية العربية في هذه البطولة حيث سيكون المنتخب المغربي أول الفرق دفاعا عن سمعة كرة القدم العربية في هذه البطولة ويسعي الفريق علي بداية قوية بالفعل له في البطولة بعد خروجه المهين من الدور الأول في البطولة الماضية 2006 علي الرغم من فوزه بالمركز الثاني في بطولة 2004 بعد السقوط بصعوبة 1/2 أمام المنتخب التونسي صاحب الأرض في نهائي البطولة.. ولم يعد أمام المنتخب المغربي سوي استعادة هيبته المفقودة في القارة السمراء حيث يسعي الفريق إلي الفوز بلقب البطولة ليكون اللقب الثاني له في تاريخ مشاركاته بكأس الأمم الأفريقية.
الجمهورية