اليوم إعلان قائمة 'نصف نهائية' للسفر إلي أبوظبي غدا
روح المنتخب انتصرت علي ناميبيا.. وعلي الشائعات وخبراء الفضائيات
استبعاد الحارس وائل خليفة للإصابة وملف شيكابالا مغلق وموقف ميدو وإبراهيم سعيد 'معلق'
كتب إبراهيم ربيع :
انقسم الرأي العام في تقييم فوز المنتخب الوطني علي منتخب ناميبيا مساء أول أمس 3/صفر في اطار الاستعداد لنهائيات كأس الامم الافريقية.. هناك من تعامل مع المباراة كما لو كانت رسمية وليست تجريبية الهدف منها استطلاع قدرة الفريق علي اللعب بالطريقة التي يريدها الجهاز الفني.. وهناك من تعامل معها بواقعية لكونها حققت الهدف المنشود وهو التجربة في حد ذاتها بدليل التغيير الجذري في الأداء في الشوطين بما يؤكد ان الجهاز يفكر واللاعبون ايضا يفكرون.. وهناك اخرون ناصبوا الجهاز الفني العداء من البداية ولا يريدون تغيير مواقفهم واعتبروا الفوز 'فضلا' من اللاعبين بدون دور للمدربين.. والخبراء في الفضائيات وقعوا في الفخ.. واستغرقوا في الفلسفة والاجتهاد عندما جاء الاداء متواضعا في الشوط الاول.. وفسروا هذا التواضع بزيادة الاحمال البنية التي تسببت برأيهم في بطء اللاعبين وقلة الحركة وتشتت الخطوط وعدم وجود التجانس المطلوب لفريق علي بعد ايام من بطولة شرسة جدا.. واذا بالمنتخب يكشفهم في الشوط الثاني بالسرعة وزيادة الحركة والتجانس والتفاهم بين النجوم وفاعلية تنفيذ الشق الهجومي وتلاشي الاخطاء الدفاعية.
جرأة
حافظ الجهاز الفني علي جرأته ولم يلتفت إلي ما يمكن ان يواجهه من انتقادات فأجري العديد من التغييرات لاكتشاف قدرات كل اللاعبين وحصاد مرحلة الاعداد منذ ان بدأ المعسكر غير عابئ بمخاطر عدم الفوز.. وكما هو الحال مع كل فرق البطولة الافريقية تظل الآمال معلقة علي مستقبل غامض غير واضح المعالم.. ربما يشق المنتخب طريقه في البطولة وربما يتعثر ولا توجد حدود فاصلة في التوقعات والترشيحات لان الفريق سوف يلعب في اجواء مغايرة لاجواء 2006 بالقاهرة.. فلن يكون كل شيء معه وسيتجرد من اسلحة كثيرة كانت بحوزته ويتسلح فقط بهيبته كبطل القارة وبما حققه من نقلة فنية من التصفيات إلي النهائيات.
أعداء الداخل والخارج
هناك اعداء كثيرون سوف يقاومون رغبة المنتخب في الاحتفاظ باللقب.. اعداء في الداخل معروفون قدموا انفسهم منذ فترة طويلة ويعلنون العداء بلا استحياء، واخطرهم داخل اتحاد الكرة.. وفنيا العدو الرئيسي الخوف من خط الدفاع وعبرت عنه مباراة ناميبيا خاصة في الشوط الاول.. ثم العدو الخطير المتمثل في سرعة الافارقة مقابل بطء المصريين.. وهذا الفارق يزيد الخطر علي خط الدفاع.. وامام الفريق الاقوي تتسع المقارنة وتتضاعف الخطورة ويصبح المنتخب في حرج بالغ في منافسات البطولة.. وسبق لحسن شحاتة المدير الفني مع بداية المعسكر ان تخوف من الدفاع لان الفريق غير جلده في الخط الخلفي بعد نهائيات 2006 ثم وجد الجهاز الفني ان دفاعات الاندية في الدوري اضعف من الخطوط الاخري.. ولان هناك فارق سرعة وقوة مع المنافسين فإن اللعب بأربعة مدافعين بدون عمق دفاعي مخاطرة يجب ان يدرسها الجهاز الذي من المؤكد يدرك ويستوعب ذلك ويجعل من المباريات الودية اختيارا لافكاره قبل ان يختار بشكل نهائي كيف سيلعب في غانا.
مراجعة
والمؤكد ان الجهاز الفني بعد تجربة ناميبيا سوف يراجع انتاج طرفي الملعب.. وسوف يسأل نفسه أين سيد معوض واحمد فتحي من تنفيذ الواجبات الهجومية وتسهيل مهمة رؤوس الحربة في تهديد المرمي.. والمؤكد أيضا انه سيستفيد من الشوط الاول في وضع ضوابط صارمة للاجتهادات الفردية للاعبين وعدم التمرير المباشر.
الرد علي الشائعات
ومن أبرز مكاسب تجربة ناميبيا ما قدمه الفريق من روح الود والعلاقة الحميمة بين اللاعبين والجهاز الفني، بما يرد علي الشائعات التي تروج للخلافات والتشكيك وتفكك المنتخب من الداخل.. النجوم احتضنوا بحميمة لم تخطئها الكاميرا حسن شحاتة مع احراز كل هدف.. وبدت الوجوه مبتسمة و'مرتاحة' في الحوارات الخاطفة بين اللاعبين والمدربين.. لقد قدم المنتخب نفسه في هذه المباراة كأسرة واحدة استعصت علي المشككين ومروجي الشائعات.. وهو مكسب كبير لا يقل بل ربما يزيد عن المكاسب الفنية.. بما عكسه من ثقة متبادلة والاتفاق علي هدف واضح يوحد الجميع امام كل الظروف المعاكسة.
بين الشوطين
لعب المنتخب الشوط الاول بتشكيل يضم: عصام الحضري لحراسة المرمي.. احمد فتحي وهاني سعيد وشادي محمد وسيد معوض في الدفاع.. احمد المحمدي وحسام غالي وحسني عبدربه في الوسط.. عمر جمال تحت رأسي الحربة عماد متعب وعمرو زكي.. وكان الجهاز الفني يهدف من هذا التشكيل الذي اعتبره مثاليا إلي احراز اهداف مبكرة تشجعه علي اجراء ما يراه من تغييرات دون خوف علي النتيجة.. وعندما مر الوقت دون تحقيق ذلك سارع بالدفع بمحمد ابوتريكة قبل نهاية الشوط لعله يساعد بقدراته الخاصة علي احراز ولو هدف واحد رغم خطأ اخراج عمر جمال من الناحية النفسية.. وهو احد انتقادات خبراء الفضائيات الذين اعتبروا التغيير خاطئا دون الاجتهاد في معرفة دوافعه.
وفي الشوط الثاني اختار الجهاز الاستفادة ومنح الفرصة لاكبر عدد من اللاعبين متغلبا علي الخوف من استمرار العرض المتواضع والفشل في الفوز وخطر الهزيمة.. وراهن علي شحنة التحفيز التي منحها للاعبين بين الشوطين ليكونوا اكثر جدية وسرعة وتركيزا وخيالا حتي يتجنبوا اياما صعبة من الانتقادات.. وشارك تباعا محمد عبدالمنصف ومحمود فتح الله واحمد شعبان واحمد حسن وطارق السيد.. وعلي عكس المتوقع زادت السرعة وزاد خيال اللاعبين في التحرك وتبادل المراكز والتمرير غير المتوقع، فتحقق فوز كبير لم تظهر له بشائر في الشوط الاول.
راحة
هذا وحصل اللاعبون علي راحة أمس.. ويتجمعون ظهر اليوم بالمعسكر لاستئناف التدريبات الساعة الرابعة بعد الظهر بالملعب الفرعي باستاد القاهرة قبل السفر ظهر غد الثلاثاء إلي أبوظبي للقاء مالي في التجربة الودية الثانية.. ومن المقرر ان يعلن الجهاز الفني اليوم قائمة الفريق النهائية لكن هناك تفكير في قائمة 'نصف نهائية' باختيار 26 أو 25 لاعبا بدلا من 23 تحسبا لاية ظروف طارئة او اصابات.. ويستفسر الجهاز اليوم عن حالة احمد حسام 'ميدو' المحترف بنادي ميدلزبرة الانجليزي لحسم موقفه من الانضمام للقائمة.. وينضم اليوم ايضا للتدريب محمد زيدان المحترف بنادي هامبورج الالماني.. ومن المنتظر استبعاد الحارس وائل خليفة الذي تعرض لاصابة في العضلة الضامة.
وكان محمد شوقي وحسن مصطفي ووائل خليفة قد تخلفوا عن السفر إلي اسوان للراحة والاصابة بينما سافر وائل جمعة ومحمد صبحي ومنحهما الجهاز الفني راحة.
ومازال موقف ابراهيم سعيد معلقا حتي الآن وخلال ساعات سوف يحدد الجهاز الطبي مدي قدرته علي الاستمرار مع المنتخب.. بينما يبدو 'ملف' شيكابالا مغلقا وحتي لو تم رفع الايقاف الدولي عنه يصعب ضمه وهو بعيد عن تدريبات ناديه ويحتاج برنامجا تدريبيا خاصا لاعادة تأهيله لا يسمح به الوقت.
الجمهورية