الموسوعة الشامله عن العقم والتاخر في الانجاب اسبابه وعلاجه
د.محمد بن حسن عدار
استشارى
=======
تطورت العلوم الطبية تطوراً هائلاً في السنوات الأخيرة في حقل الإخصاب الصناعي ومساعدة الأزواج العقيمين على الإنجاب، واعتمدت لهذا الهدف عدة طرق وأساليب مما جعل إمكانية حصول الحمل ترتفع بنسبة 45% بادن الله تعالى . وكل طرق الإخصاب الصناعي تشترك في سمة واحدة وهي أنها تدفع الخلايا الجنسية للزوج والزوجة إلى التخصيب خارج الرحم. ويتردد العديد من الأزواج في اللجوء إلى هذة التقنيات الحديثة للإنجاب على الرغم من حاجتهم الماسة لهذه التقنيات والسبب في ذلك هو عدم معرفتهم بمشروعيتها الدينية ومنذ عشرات السنين فقد اصدر مجمع الفقه الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة وبعمان بالأردن بجواز استخدام هذة التقنيات للمساعدة على الإنجاب طالما تم استخدام بويضات الزوجة والحيوانات المنوية للزوج بطريقة سليمة وضمان سلامتها من أي اختلاط. والسبب الآخر لتردد الزوجين من عدم إجراء هذة التقنيات هو الخوف من حدوث تشوهات الأجنة من إجراء هذة التقنيات وهذا غير صحيح فقد تم ولادة الآلاف منذ بدء استعمالها دون وجود أي لوم لهذه التقنية. وأول مولودة بهذه الطريقة هي السيدة لسلي بروان وتبلغ من العمر الآن 39عاما فقدت ولدت بتاريخ 28يوليو 1978.ومنذ أكثر من 20عاما تتوفر هذة التقنيات في معظم مدن المملكة وتتساوى نسب النجاح في المملكة مع اكبر المراكز الاكثر شهرة في العالم.
==========
ويستفيد العديد من الأزواج الذين يعانون من العقم بمشيئة الله تعالى من التقنيات الحديثة في الحصول على الهبة الربانية. فالرجال الذين يعانون من ضعف شديد في إنتاج الحيامن المنوية وضعف حركتها وارتفاع نسبة التشوهات بها أو حتى غيابها تماما في السائل المنوي وذلك باخذ خزعات تفتيشية من الخصية مباشرة حيث توجد الخلايا الأم. إما بالنسبة للمرأة فهنالك العديد من الأسباب تستدعي إجراء هذة التقنيات وأهمها عيوب قناتي فالوب إما بسبب حدوث التهابات أدت لانسدادها أو حدوث التصاقات داخلية في الحوض حول قناتي فالوب أو ناتجة عن إزالة قناتي فالوب لتكرر حدوث حمل خارج الرحم في الجهتين. وكذلك تجرى هذة التقنيات في حالة فشل الطرق التقليدية في الإنجاب. وفي حالات عديدة قد لا يوجد سبب معروف لدى الزوجين لسبب عدم الإنجاب وتكون هذة التقنيات هي السبيل الأفضل للحمل بادن الله تعالى والمعروفة بتقنية طفل الأنبوب وذلك بسبب تقنية الإخصاب في أنبوب المختبر.
تاريخ القصة المرضية
===========
ويحتاج الزوجان اللذان يعانينا من عدم الإنجاب لمراجعة استشاري أمراض النساء المختص بالعقم وذلك لإعطاء تاريخ القصة المرضية بالتفصيل ومعرفة فيما إذا يوجد أي أمراض قد تكون مسببة لعدم الإخصاب كاضطرابات الغدة الدرقية والغدة النخامية وضعف التبويض ناتج عن تكيسات المبايض أو إي أمراض مزمنة مصاحبة . أما بالنسبة للزوج فيجب التأكد من عدم وجود أي أمراض مسببة لعيوب الحيامن المنوية كدوالي الخصيتين أو انسداد في قنوات الخصيتين أو استخدام أدوية تسبب ضعف إنتاج الحيامن المنوية كأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وعقاقير الأمراض النفسية وخلافها. إما الفحوص المخبرية فتتضمن أولا إجراء فحص للسائل المنوي ومعرفة عدد الحيامن المنوية ونسبة الحيامن الحية وحركتها ونسبة التشوهات بها . وتجرى فحوصات الهرمونات بالنسبة للمرأة وخصوصا هرمونات الغدة النخامية والدرقية ومعرفة نسبة هرمونات المبيض الاستروجين والبروجسترون وكذلك إجراء فحص الأشعة الصوتية للرحم وعرفة حجم البويضات ان وجدت وكذلك كثافة بطانة الرحم وفيما إذا كان يوجد أي عيوب بالرحم أو وجود أورام رحمية إما بالنسبة للأشعة الملونة للرحم وقناتي فالوب والمعروفة أيضا بالأشعة الزيتية فتبين فيما إذا كان يوجد انسداد في قناتي فالوب أو عيوب بالرحم. وفي بعض الحالات قد يطلب الطبيب المعالج إجراء منظار للبطن والحوض كذلك تنظير للرحم وعمل كحت لبطانة الرحم.
==========
و يجب التخطيط مسبقا وبوقت كافٍ لعملية طفل الأنبوب بعد مناقشة العملية بالتفصيل ونسبة نجاحها والمخاطر المحتملة من العقاقير المستخدمة لتحريض المبيضين وتكلفة العلاج مع الطبيب المعالج.
=========
قد يبدأ العلاج قبل بداية الدورة الشهرية حيث تعطى المريضة علاج هرموني يثبط نشاط المبيض عادة في اليوم الواحد وعشرين. ويبدأ العلاج الهرموني باستخدام منشطات المبيض من اليوم الثاني من الدورة وتعطى جرعات عالية من هرمونات الجونال اف أو البيروجون اوالمنوجون أو الفوستيمون أو المريونال ويتم متابعة التبويض بقياس حجم البويضات باستخدام الأشعة الصوتية وهرمون الاستروجين وذلك لتفادي حدوث مضاعفات تهيج المبيضين وتزاد الجرعات حسب استجابة المريضة للمنشطات ويهدف في عمليات التنشيط الحصول على عدة بويضات ناضجة وتحتاج المريضة لعدة فحوصات بالأشعة الصوتية وقياس هرمون الاستروجين. وعند وصول البويضات إلى مرحلة النضج تعطى المريضة حقنة (hcg) عشرة آلاف وحدة لتجهيز البويضات للسحب بعد فترة تتراوح مابين 30إلى 36ساعة وتتم عملية سحب البويضات داخل المستشفى تحت التخدير الموضعي وفي بعض المراكز يتم سحبها تحت التخدير العام ويتم تسليمها لأخصائي الأجنة الواحدة تلو الأخرى للتأكد من سحب البويضات وتقييم درجة نضوجها وفي نفس الوقت يعطي الزوج عينات السائل المنوي وينصح الزوج بعدم ممارسة الجماع لمدة ثلاثة إلى أربع أيام قبل هذة العملية إما إذا كان الزوج لايوجد لدية أي حيوانات منوية فيتم سحب عينات من الخصية بواسطة طبيب المسالك البولية وتسليمها ان وجدت لأخصائي الأجنة.و بعد ذلك يغادر الزوج والزوجة المستشفى ويبدأ أخصائي الأجنة بتخصيب البويضات بالحيوانات المنوية بالمختبر وقد يستدعي إجراء الحقن ألمجهري للحيوانات المنوية داخل البويضات الناضجة وتبقى في الحاضنة الخاصة وتتابع على مدار الساعة ويتم تقييمها بعد أربع وعشرين ساعة وثماني وأربعين ساعة وفي حالة تخصيب البويضات يتم تقييم درجة إخصابها وتستدعى المريضة مرة آخري ويتم نقل الأجنة الجيدة للرحم تحت التخدير العام أو التخدير الموضعي. وبعد عدة ساعات تغادر المريضة المستشفى وتعطى تحاميل البروجسترون المثبتة لاستخدامها لمدة أربع عشر يوما وحينها يتم أجرا تحليل الحمل. واذا حدث الحمل تحتاج المريضة لمراقبة طبية جيدة إلى ان تتجاوز الشهر الثالث من الحمل وبعدها تتابع بشكل روتيني. وكما ذكرنا في البداية ان نسبة النجاح قد تصل إلى 45% وفي حالة فشل المحاولة فمن الممكن اعادت العلاج في الدورة التالية إذا رغبت المريضة ويجب على الزوجين الإعداد النفسي جيداً قبل العلاج لان الكثير من الأزواج يتذمرون ويشعرون بإحباط كبير في حال فشل العلاج الذي ربما يؤثر على حياتهم العادية ويقدر الأطباء هذا الشعور ولكن يجب على الزوجين التذكر دائما ان إرادة الله سبحانه وتعالى فوق كل إرادة ومتى ماشاء الله حدث الحمل. وتجرى هذة التقنيات في بعض المستشفيات الحكومية مجانا. وكذلك تجرى في المراكز الخاصة وتقدر تكلفتها مابين عشرة آلاف إلى اثنا عشر ألف ريال
==============
ضعف الخصوبة يعالج بواسطة الأدوية المركبة من الهرمونات الأنثوية ويختلف باختلاف الامراض المسببة
قناتا فالوب الطريقان الوحيدان اللذان يصلان الرحم بالمبيضين وانسدادهما يؤكد عدم إمكانية الحمل
الفحوصات تمثل اختبارا حقيقيا لمقدرة الطبيب المعالج
د.محمد بن حسن عدار
تواصلا مع الحديث في الأسبوعين الماضيين حول العقم ونقص الخصوبة عند المرأة نتطرق اليوم إلى احد أسباب العقم النسائي حيث يشكل انسداد قناتي فالوب أهم أسباب العقم عند المرأة لأنهما الطريقان الوحيدان اللذان يصلان الرحم بالمبيضين، والبويضة النازلة من المبيض لابد ان تعيرهما لتصل إلى جوف الرحم، فإذا كان الأنبوبين مسدودين بسبب التهابات أو أورام امتنعت البويضة عن المرور وأصبح الحمل غير ممكناً. ويتم فحص الأنبوبين باستخدام ما يعرف بالأشعة الملونة حيث يعتمد هذا الفحص على حقن الرحم والأنابيب الرحمية بمادة زيتية غير قابلة لامتصاص الأشعة
=============
فتتسرب إلى الداخل بسهولة ثم تظهر نتيجة التصوير على شاشة تلفزيونية وتؤخذ صور إشعاعية متعددة لدراستها لاحقاً ويتم إجراء هذا الفحص في قسم الأشعة والمريضة يقضه تماما حيث لا تحتاج إلى تخدير وقد يسبب تقلصات في أسفل البطن مؤقتاً تزول ببعض المسكنات العلاجية. فبواسطة هذا الفحص تتم معرفة التشوهات او الاورام في الرحم وصحة الأنابيب وتحديد مكان الانسداد ان وجد. وقد لوحظ ان نسبة الحمل تتحسن في بعض الحالات إذا كانت الأنابيب سليمة وذلك بسبب تأثير المادة الزيتية في دفع إي مواد أو مخاط عالق في الأنابيب وبالتالي تسهل مرور البويضة والحيوانات داخل الأنابيب. كما يتم فحص قناتي فالوب بإجراء التنظير لجوف البطن وذلك تحت التخدير العام حيث يمكن مشاهدة الرحم والمبيضين والسطح الخارجي لقناتي فالوب ومشاهدة إذا ما كان يوجد أي عيوب في منطقة الحوض حول الرحم أو المبيضين أو قناتي فالوب من التصاقات أو احتقان التهابي في منطقة الحوض أو البطانة الهاجرة أو جود تكيسات أو أورام على المبيضين،
============
وأّثناء عملية التنظير هذه يتم حقن مادة صيغية عن طريق المهبل عبر فوهة عنق الرحم إلى داخل الرحم والقنوات الرحمية وبالتالي يمكن مشاهدة مرور الصبغة من فوهة الأنابيب في حالة سلامتها بالمنظار ألبطني إما عدم مشاهدة هذه الصبغة فإنه يدل على انسداد الأنابيب ومن الممكن إزالة الالتصاقات المحيطة بالأنابيب ان وجدت أثناء عملية التنظير.
===========
علاج ضعف الخصوبة الناتج عن ضعف التبويض:
=====
يعالج ضعف الخصوبة الناتج عن عدم القدرة على إنتاج بويضات ناضجة بواسطة الأدوية المركبة من الهرمونات الأنثوية وهدف العلاج بشكل أساسي حث المبيض على إنتاج وإفراز البويضات الصالحة للتلقيح إما نوع العلاج فيختلف باختلاف الإمراض المسببة لانقطاع التبويض. فمن المعروف ان اضطرابات الغدة الدرقية إما زيادة الإفراط أو كسل الغدة تؤثر تأثير مباشر في نشاط المبيضين وبالتالي ضعف التبويض وفي هذه الحالات يجب معالجة مشاكل الغدة الدرقية حيث مع انتظام عمل الغدة الدرقية يعود المبيض لنشاطه وبالتالي يحدث التبويض والحمل إذا لم توجد عوامل أخرى. إما إذا وجد ارتفاع في هرمون الحليب فيجب معالجته باستخدام العقاقير الفعالة لخفض الهرمون مثل (الدوبرجين) أو (البارلوديل) أو (الدوستنيكس)
==============
وذلك حتى يعود مستوى الهرمون لمستواه الطبيعي وبالتالي تحدث إنتاج البويضات الناضجة . ومن الحالات النادرة لسبب ضعف التبويض يكون ناتجة عن عدم قدرة خلايا (الهيبوثلامس) وهي المنطقة المعروفة تحت المهاد في الدماغ على الإنتاج الهرمونات المحفزة لهرمون التبويض (lhrh) وذلك لإنتاج الهرمونات Fsh وlh التي تعمل مباشرة في نمو وإنتاج البويضات. ومن الحالات الشائعة بضعف التبويض هي تكيسات المبايض وهي تحتاج لتنشيط مركز للتبويض وذلك لتفادي حالات تهيج المبايض. يوجد العديد من حالات ضعف التبويض غير معروفة السبب أي لا يوجد سبب مرضي لذلك وهذه الحالات تحتاج لتنشيط المبيضين.
======
العقاقير المستخدمة في تنشيط المبيضين:
===========
الكلوميد: أكثر العلاجات الشائعة لتنشيط المبيضين ويستخدم من عشرات السنين ويعطى عن طريق الفم وتتراوح الجرعة من 50إلى 200مليجرام يومياً بداً من اليوم الثاني للدورة الشهرية إلى اليوم السادس من الدورة الشهرية. وهو عبارة عن استروجين ضعيف. وقد أعطى هذا الدواء نتائج عجيبة فعلاً ونجح في علاج العديد من النساء. ولا يسبب هذا العلاج أي مضاعفات خطرة على المرأة أو الأجنة وفي حالات قليلة قد ينتج حمل توأمي ونادراً ما يسبب تهيج المبيضين. وينصح باستخدامه على مدى ثلاث دورات شهرية لإعطاء نتائج ايجابية وإذا لم ينتج التبويض مع استعمال هذا العلاج يجب الانتقال للخطوة التالية إما بإضافة العلاج بالحقن أو استخدام علاج الحقن لوحدها.
=======
الحقن الهرمونية المنشطة للمبيض:
=========
يوجد العديد من الحقن الهرمونية المنشطة للمبيض وهي تستخدم منذ عشرات السنين وأثبتت قدرتها ونجاحها في علاج نسبة عالية جداً من النساء بإرادة الله سبحانه وتعالى. وفي السابق كان يتم استخرج هذه الحقن المنشطة من بول النساء اللواتي توقّف حيضهن نهائيّا بعد سن اليأس وما زال يوجد القليل من هذه المستحضرات التي تستخدم بفاعلية جيدة وأمان ومنها الفوستيمون والموريونال والهيموجون . وقد تم إنتاج مستحضرات حديثة ذات كفاءة عالية عن طريق الهندسة الوراثية وهي الجونال اف والبيروجون. وتعطى هذه المستحضرات عن طريق العضل ويتم استخدامها من أول أيام الدورة إلى ان يتم نضوج البويضات ويتم زيادة الجرعات حسب استجابة المرأة وفيما إذا كان الغرض من التبويض الحاجة لإجراء عملية أطفال الأنابيب. ويجب الحذر من استخدام هذه الحقن دون متابعة دقيقة وتحت إشراف استشاري مختص بعلاج العقم، حيث يتوجب متابعة نمو البويضات باستخدام الأشعة الصوتية بشكل متكرر وقياس مستوى هرمون الاستروجين وذلك لتفادي حدوث حالات تهيج المبيضين التي من الممكن ان تكون خطرة على المرأة.
==============
وبعد نضوج البويضات يتم تحفيزها وإطلاقها من المبيضين وذلك باستخدام حقن التفجير وهذه الحقن هي البروفاسي أو البريقنيل وهي مواد هرمونية فعالة تستخرج من المشيمة وتحقن في العضل عند بلوغ البويضات الحجم المناسب وذلك مابين 18ملم إلى 22ملم