غريب حقا أمر سمير زاهر, رئيس اتحاد الكرة المصري, ففي الوقت الذي يقود فيه ثورة البيزنس وتنمية موارد الاتحاد لرفع العبء عن كاهل الدولة.. تجده يتجه إلي المجلس القومي للرياضة للحصول علي تعهد من حسن صقر بتحمل الدولة راتب المدير الفني التشيكي ميروسلاف سكوب الذي سيتولي تدريب منتخب الشباب مقابل14 ألف دولار شهريا.
ويبدو أن سمير زاهر الأصل غير رئيس اتحاد الكرة الصورة.. فالرجل هو الأقوي داخل الجبلاية وإذا أراد شيئا يفعله فورا رغم اعتراضات الجميع.. سمير زاهرباع كل حقوق الكرة المصرية إلي وكالة الأهرام للإعلان مقابل مبلغ مالي كبير جدا يتغني به رئيس الاتحاد وقدره37 مليون جنيه.. والوكالة قامت ببيع هذه الحقوق إلي الرعاة والشركات الراعية وهذه الحقوق تتضمن الدوري والكأس والسوبر وكل مباريات المنتخبات بالإضافة إلي أحقية الوكالة في تسويق مباريات المنتخب داخل وخارج مصر مقابل حصول الاتحاد علي75 في المائة من صافي الإيرادات كما ان للوكالة كافة الحقوق الإعلانية والتليفزيونية
ومن ضمن بنود كثيرة تعطي كل الحقوق للرعاة الرسميين الذين دفعوا الملايين كان بند آخر يسمح للوكالة بحق التفاوض للتسويق الإعلاني والتليفزيوني للمباريات الودية التي يخوضها المنتخبات خارج مصر.. أيضا يحق للشركات الراعية بموجب التعاقد تصوير نجوم المنتخب بالزي الرسمي بشعارات الشركات وكذلك وضع الشعارات علي فانلات الحكام.. كما يحق للوكالة تصوير تدريبات المنتخبات ومعسكراتها ورحلاتها الداخلية والخارجية وتسويقها إعلانيا لصالح الرعاة فضلا عن اشتراك الوكالة في أية مفاوضات للمباريات الخارجية.. بنود كثيرة جدا تمنح كل الحقوق للوكالة والرعاة مقابل ملايين الجنيهات التي تدفعها هذه الشركات لتدعيم موسسة الكرة المصرية ومنتخباتها وأنديتها.. كل هذه الحقوق باعها سمير زاهر ومجلسه جملة لوكالة الأهرام للإعلان.. سمير زاهر الذي باع هذه الحقوق جملة عاد ليبيعها قطاعي حسب المصالح وبالتالي فقد خانه ذكاؤه هذه المرة لأنه يبيع حقوقا تم بيعها من قبل.. سمير زاهر
رجل المال والأعمال يرتكب جريمة حقيقية في حق كرة القدم المصرية.. جريمة ستجعل الرعاة الذين يتبنون حملات الإنفاق علي الكرة المصرية ـ منتخباتها وأنديتها ـ يهربون من هذا الحقل وتلك التجربة التي ترفع العبء عن كاهل الدولة, خاصة أنهم لا يحصلون علي حقوق الرعاية التي يدفعون أمامها مقابل يتجاوز الـ37 مليون جنيه!
ورغم أن العالم كله و الدولة تنادي بدخول الرعاة معترك الرياضة وكرة القدم, خصوصا من أجل تبني المواهب وتحقيق الانتصارات التي تصدر الفرحة للشعب المصري, خاصة أن العالم كله يسير علي هذا النحو بعد أن باتت اقتصاديات الرياضة أهم أركان نجاحها, فإن سمير زاهر يقف وحده مدافعا عن المصلحة الخاصة والبيزنس الخلفي لدرجة جعلت الرعاة يهددون بالانسحاب من تدعيم الكرة المصرية!
الحكاية باختصار شديد.. أن اتحاد الكرة يوقع عقودا ولا يلتزم بها.. يتعاقد مع شركات ووكالات لرعاية مسابقاته ومنتخباته وتدريباته ولا ينفذها.. اتحاد الكرة يريد الحصول علي الملايين دون أن ينفذ بنود التعاقدات التي يريد إعادة بيعها لرعاة آخريين والحركة بركة, لذلك فلم يكن غريبا أن يتم خصم700 ألف جنيه من حصته لدي الوكالة الإعلانية المتعاقد معها لعدم تنفيذه بنود التعاقد وهذه الآلاف التي تخصم من نصيبه هي أصلا أموال الأندية التي انتخبته, أي أن الجمعية العمومية انتخبت سمير زاهر حتي يضيع لها حقوقها!
سمير زاهر الذي يضرب عرض الحائط باتفاقياته وتعاقداته سكت دهرا ـ ولايزال ـ حول اعتصاب حقوق الاتحاد من جانب بعض المراهنين.. سكت ـ ولايزال ـ حول مشروع المراهنات الذي كان اتحاد الكرة صاحب فكرة تنفيذه لكن يسكت بمزاجه ورغبته ولا أحد يعلم ما السر؟.. وهل الاتحاد متورط في ذلك أم لا؟
سمير زاهر.. تاجر شاطر هكذا يلقبونه داخل الجبلاية, لكن أيضا التاجر الشاطر لا يجب أن يغفل حقوق الأندية ولا يجب أن يأكل حقوق الرعاة الذين يدفعون الملايين.. لكنه يتقاضي عن هذا كله مقابل مكاسب مؤقتة.. مثلا باع سمير زاهر حقوق مباريات المنتخب لـ شركة صاحبها المستشار الإعلامي لـ حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة, مع أن ذلك مخالف للعقد الذي وقعه زاهر مع الوكالة الإعلانية الراعية الأساسية للنشاط بل أن سمير زاهر يفكر في بيع المباريات الودية لمنتخب الشباب دون الرجوع إلي الحقوق الإعلانية والتسويقية لنفس الوكالة.
والأغرب أن رئيس اتحاد الكرة عقد اجتماعا أمس الأول مع القنوات الفضائية لشراء حقوق تم بيعها سلفا وهي خاصة بتصوير تدريبات المنتخب ومعسكراته ورحلاته الودية.. سمير زاهر عقد الاجتماع بشكل صوري لأنه أنهي اتفاقا غير معلن مع راديو وتليفزيون العرب لشراء هذه الحقوق المباعة أصلا مما سيعرضه ويعرض من يشتري أيضا لأزمات ومشكلات بتهمة التعدي علي حقوق الغير!
ولأن رئيس الاتحاد وشركاه لا يفكرون إلا في مكاسب البيزنس فلا يقرأون بنود التعاقد مع الشركات الراعية, حيث لا يحق له علي سبيل المثال بيع أي مشروعات أو أفكار جديدة إلا بعد الرجوع للوكالة المتعاقد معها أولا لتقديم عرض خاص, لكنه لا يفعل ذلك رغبة منه في بيع هذه الحقوق لأشخاص محددين.. ومتغيرين حسب المصالح وأشياء آخري, ويخالف رئيس اتحاد الكرة بنود التعاقد مع الشر كات الراعية.. مثلا لابد أن تشترك الوكالة في التفاوض والتعاقد علي المباريات الخارجية, وهذا لم يحدث بل إن الوكالة وفقا لما تدفعه37 مليون جنيه.. لها الحق في تسويق هذه المباريات لكنها تذهب إلي شركات أخري يعرف الكابتن سمير من المستفيد منها جيدا!!
تخيلوا.. الكابتن سمير زاهر الذي يتحدث عن الخصخصة وحقوق الرعاة.. لم يجهز حتي الآن ملابس للمنتخبات مطبوع عليها شعار الرعاة الذين يدفعون الملايين التي يتغني سمير زاهر بها بل إنه لم يسدد حصة الوكالة من المباريات الخارجية التي نظمها الأصدقاء مثل جنوب أفريقيا وكوت ديفوار واليابان!
ما يفعله رئيس اتحاد الكرة غريب حقا.. يجلس داخل الغرف المغلقة مع رعاة جدد دون أن يعطي الحقوق لأصحابها.. فمنذ شهر تقريبا والرعاة يحاولون تصوير المنتخب الوطني بالزي المطبوع عليه الشعارات.. لكنه يقف ضعيفا أمام بعض اللاعبين المتعاقدين بصفة شخصية مع شركات أخري, حتي زي الحكام فاتحاد الكرة لا يستطيع أن يفرض سيطرته عليهم لارتداء بادجات الإعلانات علي الفانلات.
مخالفات اتحاد الكرة المالية التي كان المجلس القومي للرياضة يتحدث عنها في فترات سابقة زادت, لكني الجهة الإدارية غضت النظر عنها بعد خضوع الاتحاد لإجراء الانتخابات في سبتمبر المقبل وليس2009.. المؤكد أن هذه المخالفات تزيد يوما بعد آخر بعد أن أغطي رئيس اتحاد الكرة ظهره للجميع بل وعقود الرعاة التي وقع عليها من أجل قليل من الأصدقاء وكثير البيزنس, مما يهدد الرعاة بالانسحاب من عقد الرعاية وبالتالي تضيع علي الأندية أعضاء الجمعية الكثير من الأموال التي تعتمد عليها في إنعاش خزائنها, أما الأهم فهو أن زاهر يحارب اتجاهات الدولة ولجنة السياسات في الحزب الوطني, والتي تطالب دائما رجال الأعمال والرعاة بدعم الرياضة وكرة القدم.
كابتن سمير.. حمد الله علي السلامة!!
الأهرام