look_like أهلاوى ماسى
عدد الرسائل : 2696 تاريخ التسجيل : 22/07/2007
| موضوع: صالح سليم الثلاثاء أكتوبر 23, 2007 4:02 pm | |
| صالـح سليم " والمرجع هو كتاب صالح سليم {{ الحلقة الأولى }} البداية للأسطورة
لن يقتصر لقاؤنا مع صالح سليم في الصفحات التالية على مناقشة التفاصيل الفنية لكرة القدم، فقد حاولنا أن نركز أيضاً على العوامل الشخصية التي تفاعلت مع الموهبة فحققت له هذه الشعبية التي لم يحلم بها لاعب كرة في الوطن العربي .
لقاء مع كرة القدم
لم تكن الكرة الصغيرة المصنوعة من الكاوتشوك والتي أهداها إليه أحد الأقرب تمثل بداية اللقاء بين محمد صالح سليم الطالب في الأورمان الابتدائية وكرة القدم، بل إنه شعر في قرارة نفسه تجاهها بغيظ عظيم، فقد حاول أن يلعب بها ولكنها لم تعطه من المتعة ما كان يجده في الكثير من ألعابه الأخرى .. كإلقاء " البمب " من النافذة محدثاً هذه الضوضاء اللذيذة التي تزعج المارة في شارع عكاشة، أو كاستعمال " النبلة " في إصابة أهداف يختارها ويغير ويبدل فيها .. بل إنه كثيراً ما تساءل كيف يمكن أن تدخل تلك الكرة البلهاء السرور الي نفسه وهو وحيد معها . وبقدر ما فشلت كرة من المطاط في النفاذ إلي قلب التلميذ الصغير بقدر ما نجحت ثمرة الدوم في تحقيق اللقاء بينه وبين كرة القدم . كان حوش مدرسة الأورمان الابتدائية يضم بعض شجرات الدوم، وكان التلاميذ الصغار يلعبون بالثمر على أنه كرة، وعندما كانت الثمرة تصيب المرمى كانوا يصيحون دوما ! دوما . طربت نفس الطفل الصغير لتلك الضوضاء الجماعية وانغمر في لعب الدومة يعب منها فوق الثمالة . وعندما كبر أولاد الجيران بدأ صالح ينظر إلي الكرة الكاوتش نظرة أخرى وأصبح يقدرها حق التقدير فقد كانت مصدر التفاف أولاد الحتة وبفضلها تحول شارع عكاشة إلي ملعب صغير تغمره سعادة ساطعة تقطعها سحب من المرارة كلما نادي أهل أحد اللاعبين عليه بالعودة إلي البيت .
فريق المدرسة : غادر صالح فصل السنة الرابعة الابتدائية بعد أن انتهت حصة القراءة متجهاً إلي مكان ما في حوش المدرس حيث خبأ دومة كاملة الاستدارة، ليطمئن عليها توطئة للمباراة الكبيرة في فسحة بعد الغذاء لفت نظره إعلان يقول إنه على من يرغب في لعب كرة القدم، أن يقدم اسمه إلي ضابط المدرسة . تردد صالح قبل أن يذهب إليه لأنه كان المشرف على هندام التلاميذ، وكثيراً ما كان ينهره لأن حذاءه أكل عليه الدوم وشرب ولأن أظافره كانت سوداء من كثرة اللعب والشقاوة . انبهر صالح من ضخامة الملعب الذي يبدو عملاقاً بجانب شارع عكاشة أو حوش المدرسة، كما كانت هذه أول مرة يتعامل فيها مع كرة قدم بالحجم القانوني . كان يظن أن التحكم في الكرة (الكفر) أسهل من الدومة بل ومن الكرة الكاوتش ولكنه فوجىء بالأمر كله وسرعان ما لهثت أنفاسه وبدأ يترنح في الملعب العملاق . وهنا قال له ضابط المدرسة سيد أفندي ساخراً : أنت بس شاطر في الشقاوة والزعيق في المدرسة، وساعة الجد هنا تعبت ومش قادر تجري ! أنت باين عليك مبتعرفش تلعب . يا لها من كلمة جارحة لكابتن الشارع وصاحب الكرة الكاوتش . إن الضابط لا يعرف أنه يلعب بمفرده ضد خمسة من أولاد الجيران ويتغلب عليهم ولا يعلم أنه هزم عبد الوهاب أخاه الصغير " 26/ صفر " قبل يومين . لم ييأس صالح من هذه السخرية بل على العكس ظل يلعب الكرة مع زملائه حتى استطاع بعد جهد أن يروض الكرة الكفر .
وجاء اليوم الذي طلب منه سيد أفندي أن يشترك مع فريق المدرسة في بعض المباريات منها مباراة الدور النهائي أمام المدرسة الخيرية الإسلامية، وكان عبد العزيز همامي رئيساً لفريقها في ذلك الوقت ويومها فازت المدرسة الخيرية الإسلامية ووقع صالح وكسر ذراعه، وعلى عكس ما توقع الجميع فرح صالح بهذه الإصابة واعتبرها أول وسام يتقلده في هذا الميدان . ورآه من النادي الأهلي الأستاذ حسين كامل وسأله الانضمام إلي الأشبال . وافق والده على إشراكه في الأهلي وأوصى عليه صديقه المرحوم جميل عثمان مدرب الفريق الأول في ذلك الوقت . فكان صالح يتردد على النادي أيام الجمعة، أما باقي الأسبوع فكان يرتع فيها في الملعب الأم - شارع عكاشة - حيث كانت تحضر فرقا ًمن الحي ومن أحياء أخرى للتباري . والعرف المتبع أن يكتب رئيس الفريق خطاباً إلي الفرقة الأخرى يدعوها فيه إلي تحديد موعد لإقامة مباراة ويرسل في ظرف مغلق مع أحد أفراد الفريق الآخر . مثل هذا الخطاب يكتب بأسلوب يدل على روح رياضية ولا يحمل صيغة التحدي ويطلق عليه اسم ) باصة ( ، وانتقل صالح إلي المدرسة السعيدية التي كانت تضم محمد الجندي وحنفي بسطان والمرحوم محمد أمين وغيرهم، ولم تكن المدارس الأخرى مثل شبرا الثانوية وفؤاد الأول والخديوية أقل حظاً فكان معظم لاعبيها يلعبون في الفريق الأول أو الثاني أو الأشبال في نوادي القاهرة . وكانت المباريات بين المدارس تشهد جمهوراً إن لم يكن أكثر عدداً من جمهور الأندية فإنه كان قطعاً أكثر حماسة وكان الطبل والزمر والتشجيع والهتاف على أشده مثل ما نراه من جمهور الأندية هذه الأيام . [/align] والى اللقاء غدا مع الحلقة الثانية لأسطورة كرة القدم المصرية الأهلاوية
صالح سليم ... المايسترووووووووووووووو | |
|