الحكمة من خلق الشيطان .
1 - اظهار قدرة الله على خلق المتضادات والمتقابلات حيث خلق الله إبليس وذاته من أخبث الذوات وخلق جبريل عليه السلام من أفضل الذوات وأشرفها وأطهرها فجعل الله الخبيث منحازا إلى روح إبليس الخبيثة وجعل الطيب منحازا إلى المادة الطيبة .
2 - إكمال مراتب العبودية لأنبياء الله وعباده الصالحين ، وإظهار العبودية المتنوعة التي تحصل في مجاهدة إبليس وحزبه ومراغمته في الله وإغاظته والإستعاذة بالله منه .
3- حصول العبرة لجميع العباد بما حصل لعدو الله إبليس من الإهانة والذل وسوء العاقبة بسبب عصيانة أمر الله تعالى واستكباره على ربه وبهذه العبرة يقوى الإيمان ويزداد لدى الملائكة والإنس والجن ويعظم خوفهم من الله تعالى .
4- من خلق إبليس تظهر أثار أسماء الله المتضمنة لحلمه وعفوه ومغفرته وستره على عباده وما ارتكبوه من ذنوب ومعاصي نتيجة إضلال الشيطان لهم وتغريره بهم .
وقال ابن القيم رحمة الله عليه : " فلو لم يقدر الذنوب والمعاصي فلمن يغفر ؟
وعلى من يتوب ؟
وعمن يعفو ويسقط حقه ؟
ويظهر فضله وجوده وحلمه وكرمه وهو واسع المغفرة ، فكيف يعطل هذه الصفة ؟
أم كيف يتحقق بدون ما يغفر ومن يغفر له ؟
ومن يتوب وما يتاب عليه ؟
فلو لم يكن في تقدير الذنوب والمعاصي والمخالفات إلا هذا وحده لكفى به حكمه وغاية محموده .أهـ .
أهداف الشيطان
1- هدفه الرئيسي هو :
إدخال الإنسان النار كما قال تعالى :
" إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب النار " الآية 6 من سورة فاطر .
2- إيقاع العباد في الشرك والكفر كما قال تعالى :
" إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا " الآية 117 من سورة النساء
- وقال تعالى :
" كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين " الآية 16 من سورة الحشر .
ولذلك حذرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – من ذلك وبيَّن أن من صرف العبادة لغير الله تعالى أيا كان نوعها فقد أشرك " من حلف بغير الله فقد أشرك ومن صلى لغير الله فقد أشرك ومن ذبح لغير الله فقد أشرك " .
3- الذنوب والمعاصي : قال – صلى الله عليه وسلم – " ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا ولكن ستكون له طاعة في بعض ما تحقرون من أعمالكم فيرضى بها " رواه الترمذي .
4- وإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس يرتكبون المعاصي والآثام كما قال تعالى :
" إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون " الآية 91 من سورة المائدة .
5- صد العبادة عن طاعة الله :
" قال فبما أغوتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم " الآية 16 من سورة الأعراف .
أي على طريقك ، الزمه وارصده ، فاضل الناس عنه ولا ادع سبيلا من سبل الخير إلا صددتهم عنه .
6- إفساد الطاعات على العباد :
عن عثمان بن أبي العاص أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال :
" يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقرائتي يلبسها علي فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا احسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني " رواه مسلم .
الوقاية من الشيطان
1- مداومة ذكر الله والتعوذ من الشيطان :
قال مجاهد :
الشيطان يكون على قلب الإنسان فإذا ذكر الله خنس " أي انقبض وتأخر " ولأهمية الذكر البالغة في حياة المسلم كسلاح في التصدي للشيطان ودرء شره مع ما يحصل للذاكر من عظيم الأجر والثواب وانشراح الصدر واطمئنان القلب ، فقد جث الله تعالى عباده على مداومة كره في آيات كثيرة فقال تعالى : " فأذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون " الآية 152 من سورة البقرة .
2- الحذر والحيطة واليقظة الدائمة :
لأنه بمقدار علمك بهذا العدو وبمقدار علمك بأهدافه ووسائلة التي يضل بها بني آدم بمقدرا ما تكون نجاتك منها ، وهذا لا يكون إلا بكمال الحذر والحيطة واليقظة الدائمة وعدم الغفلة ، فإن غفل الإنسان أسره الشيطان ووجهه الوجهة التي يريد ،
سئل الحسن البصري :" أينام إبليس ؟
قال : لو ينام لوجدنا راحة