عندما تلعب خارج ملعبك ، فان التعادل أو الخسارة بفارق ضئيل هى نتيجة جيدة واذا استطعت احراز هدفا فأنها نتيجة جيدة جدا ) ....
دوت هذه الجملة فى أذنى أثناء تجهيز هذا الاعداد للقاء الكبير بين عملاق افريقيا الاول "الاهلى المصرى" وأحد الفرق القوية بالقارة فى الاعوام الماضية "أنيمبا النيجيرى" ،
وهى الجملة التى تعودنا قديما أن نستمع اليها عند توجه أى فريق مصرى "سواء نادى أو منتخب" للقاء فريق افريقى خارج مصر ، ووضعتها هنا فقط من أجل كسر صنم كبير
ظل يطاردنا طوال فترة مراهقتنا الكروية ، استمعنا اليها كثيرا وسألنا : لماذا نحن فقط من نقر هذه النصيحة المتخاذلة ؟
حتى جاء الاهلى - نادى القرن بافريقيا - ليغير هذا المفهوم تماما خلال 4 أو 5 أعوام ، ولم يؤثر فقط فى الاندية المصرية بل انعكس هذا على منتخب بلادنا ، وبالطبع الفضل الكبير
يرجع الى العبقرى البرتغالى / مانويل جوزية ، الذى لا يعرف هذه الجملة ولم يدرسها قط طوال تاريخه الكروى كلاعب او مدير فنى ، فثقافته دوما تدفعه الى الفوز ، ولا شئ غير الفوز ،
سواء لعبت خارج او داخل حدود بلدك .. أو حتى فى آخر الكون ، فالعبرة ليست بالمكان وانما بالأداء .. ولنا فى الاهلى أمام الصفاقسى ، ومنتخب مصر امام الكونغو المثل والعبرة .. وهى
ليست الامثلة الوحيدة بل تعددت المناسبات السعيدة خارج حدود ملعب الفرق المصرية .. فالأهلى بدأها وسيواصل باذن الله فى لقاء اليوم مسيرته المظفرة .
ربما تكون مقدمة طويلة ، ولكن اللقاء ليس عادى ، هى مباراة بالفعل مثل اى مباراة ، ولكن لقاء الضربة الاولى فى صراع الجبابرة ( الأربعة الكبار ) فى البطولة ليس بهين ،
وهو يعنى الكثير ، لأن الأهلى باذن الله اذا ما نجح فى المرور من هناك .. فى آبا بنيجيريا - معقل انيمبا - فان على الجميع انتظار المارد فى ثوب التألق حتى النهاية بمشيئة الله ..
و الأهلى الذى تصدر مجموعته بلا عناء يذكر وبلا هزيمة واحدة يستطيع باذن الله وبأداء لاعبيه العالى المعروف عنهم أن يتخطى الفريق المحترم جدا "أنيمبا" والذى لم يظهر وجهه الحقيقى فى لقاءات مجموعته الثانية التى خرج منها ثانيا وبثلاثة خسائر خارج أرضه وبأهداف غزيرة فى مرماه .. و هذا لا يعنى أن "انيمبا" سيكون حملا وديعا فى مواجهة بطل افريقيا الكبير ، بل على العكس فهو يشحذ كل قوته ، ويقود رئيس اتحاد بلاده ورئيس النادى حملة اعلامية قوية جدا من اجل ارهاب لاعبينا الكبار ، ولكن هيهات .. فنحن لها باذن الله
.
جوزيه يعلم جيدا كل صغيرة وكبيرة فى الفريق المنافس ، ويقدر قوته فى الوقت ذاته .. بينما وضح على لاعبى الاهلى وخاصة فى اللقاء المحلى الأخير أمام بتروجيت القوى - الذى هزم الاسماعيلى فى عقر داره اليوم بالدورى المحلى المصرى - أنهم سيقدمون عرضا يليق باسم النادى الاهلى وسمعته المدوية فى القارة الافريقية ..
وبالتأكيد لن يغامر كثيرا بالدفع برأسى حربة صريحين الا اذا سارت الأمور فى اتجاه الاستعانة بهذه الطريقة ، والأمر شبه المؤكد أنه سيبدأ بـ"فلافيو" فقط كرأس حربة ويأتى
"أبو تريكة" و"أحمد حسن" من الأسفل ... وربما وضع "بركات" بديلا لأحمد حسن على أن يدفع بــ"أحمد صديق" كظهير أيمن .. أما باقى التشكيل فلا أعتقد أنه سيخرج عن اللاعبين المتواجدين هنا فى التشكيل .
لن يندفع لاعبو الأهلى كثيرا للهجوم العشوائى ، فالضغط العصبى سيكون على لاعبى "أنيمبا" اولا من أجل التبكير بانهاء اللقاء ، وربما سيتكرر ما حدث يوم لقاء "ديناموز" بهرارى حيث استطاع الاهلى أن يسير اللقاء كما شاء ، وبهجمات مرتدة رائعة بها زيادة عددية كبيرة كاد "ديناموز" ان يخرج من اللقاء بعدد وافر من الاهداف فى شباكه - لولا الحكم - وأعتقد أن الأهلى سيلعب بنفس الطريقة مع الحرص على الضغط الشديد فى وسط الملعب والذى سيجعل للأهلى اليد العليا فى اللقاء بمشيئة الله تعالى
.
على الجانب الآخر .. فان "أنيمبا" سيتناسى تماما مرحلة المجموعات ، ويبدأ البطولة فى أدوارها الحقيقية الآن ، فلم يعد مهما كم منى مرماه بأهداف فى الأدوار السابقة .. فالأمر الآن
يعتبر بالفعل بداية جديدة ، فسيحاول استغلال اللقاء الأول بأقصى طاقته لأنه يعلم أن لقاء العودة بالقاهرة لن يكون مأمون العواقب على الاطلاق .
ويغيب حارس المرمى الأساسى للفريق النيجيرى بعد طرده فى لقاء المجموعة الأخير أمام القطن الكاميرونى الذى فاز بثلاثية وقتها ، بينما لا يمكن تجاهل قوة الهداف الخطير الصغير
( ستيفين وارجو ) الذى أعلنها بقوة قائلا : " لا أخشى المصريين " ..
واستمرت الحرب الاعلامية من جانب الفريق النيجيرى ، حيث صرح رئيس النادى على الموقع الرسمى بأن الاهلى " قابل للهزيمة" ، كما ان محافظ آبا أعلن عن مكافأة مالية لكل هدف يحرز فى مرمى الاهلى .. ومن قبلها دعا رئيس الاتحاد النيجيرى كل النيجيريين بالالتفاف حول "أنيمبا" من أجل حلم البطولة الثالثة وكأس العالم للاندية .
جدير بالذكر أن النادى النيجيرى قد تأسس عام 1976 وفاز بأربع بطولات لدورى نيجيريا والكأس مرة واحدة ، كما حمل كأس بطولة رابطة الابطال الافريقية فى مرتين متتاليتين 2003 و 2004 اما الاسماعيلى المصرى والنجم الساحلى التونسى على التوالى .
والطريف أن الأهلى قابل أنيمبا بعدها مباشرة فى البطولة التالية 2005 ، والتى فاز بها الاهلى بجدراة بعد أن سحق كل من قابله فى طريقه ، حتى أنه هزم أنيمبا ذهابا ايابا فى مجموعته 0 : 1 بنيجيريا و 1:2 بالقاهرة ... فهل تتكرر نفس النتيجة ويعبر الاهلى الى نهائى افريقيا للمرة الرابعة على التوالى ؟
نتمنى التوفيق والأداء الراقى من لاعبينا الأبطال فى نيجيريا ، وأن يواصلوا اسعاد جماهيرهم وجماهير مصر كلها ، وليصعد باذن الله الاهلى الى المباراة النهائية