محبى و عشاق الأهلى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محبى و عشاق الأهلى

الفائزون فى مسابقة توقعات الدورى المصرى : المركز الأول ROBOS المركز الثانى wael_fathalah المركز الثالث helgamal ................
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 محفوظ يحاكم زعماء مصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ROBOS
الأسطورة
الأسطورة
ROBOS


عدد الرسائل : 6179
Location : Elmansoura
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

محفوظ يحاكم زعماء مصر Empty
مُساهمةموضوع: محفوظ يحاكم زعماء مصر   محفوظ يحاكم زعماء مصر Emptyالجمعة يوليو 10, 2009 10:42 pm

محفوظ يحاكم زعماء مصر


قبل ربع قرن، وفى واحدة من إشراقاته الإبداعية، كتب شيخ مشايخ الرواية العربية نجيب محفوظ «أمام العرش» متخيلا قاعة محكمة كونية يرأسها «أوزوريس» الذى تجلس عن يمينه «إيزيس» وعن يساره يجلس «حورس.
الثلاثة الكبار فى تاريخ مصر القديم، يتولون محاكمة نخبة من حكام وزعماء مصر اختارهم محفوظ بدلالات لا يمكن تجاهلها.


تبدأ المحاكمات بشخص الملك مينا موحد القطرين وتنتهى بالرئيس السادات صاحب قرار العبور وما بين الرجلين هناك عشرات من الحكماء والزعماء.



وهتف حورس.. مصطفى كامل


فدخل شاب ممشوق القامة عذب الملامح، ومضى عارى الرأس حافى القدمين حتى مثل أمام العرش.

ودعاه أوزوريس إلى الكلام فقال:
بلغت الوعى وأنا تلميذ فى عصر الاحتلال البريطانى فكرهته وصممت على محاربته، وشرعت فى ذلك وأنا تلميذ، وزارنا فى المدرسة جناب الخديو عباس الثانى فاستقبلته بخطبة وطنية حماسية استجابت لها وطنيته وشبابه، وتوثقت بينى وبينه منذ ذلك اليوم علاقة وثيقة، فمضى يمدنى بالتشجيع والمال للتخلص من الاحتلال.

واستوت علاقتى على نفس النهج مع الخليفة والجمعية الإسلامية، أما قبلتى فى جميع الأحوال فكانت استقلال مصر وحريتها، من أجل ذلك تغير موقفى من الخديو عندما اتفق مع الاحتلال، وكانت حال الشعب لا تبعث على الأمل، ولكنى لم أقصر فى إيقاظ وعيه الوطنى بالكلمة فى الصحف والخطابة، كما قمت بالدعاية لقضية وطنى فى الخارج حتى عرفها الأحرار فى أوروبا وخاصة فرنسا.

ولما ارتكب الإنجليز جريمتهم الكبرى فى دنشواى استنكرت أعمالهم الوحشية ونددت بالأحكام التى أصدرتها المحكمة الزائفة على أهل القرية الأبرياء فزعزعت عرش طاغية الإنجليز فى مصر حتى اضطرت بلاده إلى استدعائه، ثم أسست الحزب الوطنى وهو أول حزب سياسى منظم أنشئ فى مصر، تضمن برنامجه الجلاء والدستور فى ظل الدولة العثمانية، وواظبت على الجهاد فى الداخل والخارج حتى أسلمت الروح فى عز الشباب.

وتكلم بسماتيك الثالث فسأله:
ألم يقتلك الإنجليز؟
كلا.
هذا عجيب، لقد عاصرت الاحتلال الفارسى مثلما عاصرت الاحتلال الإنجليزى، ومثلك حاولت إيقاظ الوعى الوطنى ولما علم قمبيز قتلنى دون تردد، فكيف تركك الإنجليز دون عقاب؟!.

فقال مصطفى كامل:
كان الاحتلال قد تمكن من دعم سيطرته الكاملة على البلاد فلم ير بأسا من منح معارضيه شيئا من الحرية، استهانة بهم فى الواقع، وتظاهرا أمام العالم باحترام القيم..
ألم تتعرض لأذى ملموس؟

أضمر لى الكراهية وحرَّض أصدقاءه على مهاجمتى.
زمانك وفر لك من الأمان ما لم يوفر لى بعضه، والحق أنى لم أعرف مجاهدا سعيد الحظ مثلك، حظيت بتأييد الخديو والخليفة والجمعية الإسلامية، وهاجمت عدوك فى الداخل والخارج دون عقاب، واكتسبت مجدا وشهرة دون أن تدفع ثمنا، لما تقتل كما قتلت أنا، ولم تنف كما نفى أحمد عرابى..

فقال مصطفى كامل:
أحمد عرابى خائن جر على بلاده الاحتلال..

فقال له أبنوم:
كيف تتهم الرجل بالخيانة وهو ما ثار ونفى إلا دفاعا عن شعبك! وما كان الخائن إلا والد صديقك ومؤيدك ومعينك، وقد خان وطنه بشهادتك كما خان أبوه من قبل.
فقال مصطفى كامل بإصرار:
إنى اعتبره المسئول الأول عن الاحتلال.

قال أبنوم:
إنك شاب وطنى متحمس صادق النية سعيد الحظ عشت حياتك فى جو معبق بأبهة العرش والخلافة والحضارة الفرنسية، لم تشم رائحة العرق الكادح ولم تكابد آلام الجهاد الحقيقية ولم تتورع عن النيل من الثائر الحقيقى..

وهنا قالت إيزيس:
إنه الابن الذى أيقظت حماسته الوجدان الوطنى بعد أن كاد الاحتلال يخمد أنفاسه.
وقال أوزوريس:
لم يكن بوسعك أن تفعل خيرا مما فعلت ولن ينسى فضل كلماتك، فاذهب إلى محكمتك مصحوبا بعدواتنا القلبية.


ونادى حورس.. سعد زغلول

فدخل رجل طويل القامة، مهيب الطلعة، قوى القسمات، جذاب الملامح، وتقدم فى سيره حتى مثل أمام العرش.

ودعاه أوزوريس للكلام فقال:
ولدت فى أبيانه، درست فى الأزهر، تتلمذت على يد جمال الدين الأفغانى، عملت محررا بالوقائع المصرية تحت رياسة وأستاذية محمد عبده، انضممت إلى العرابيين فى ثورتهم، وفى أول عهد الاحتلال البريطانى اعتقلت كعضو فى جمعية الانتقام وفصلت من وظيفتى، وعملت فى المحاماة، فالقضاء، اخترت وزيرا للمعارف ثم وزيرا للعدل، وعقب انتهاء الحرب العظمى الأولى وإعلان الهدنة توليت زعامة الحركة الوطنية، وأقمتها على أساس متين من الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.

وناديت بحق مصر فى الحرية والاستقلال، فقبضت علىّ السلطات البريطانية ونفتنى إلى جزيرة مالطة، وما إن ذاع الخبر حتى قامت الثورة الشعبية احتجاجا على نفيى ومطالبة بالاستقلال، مما اضطر إنجلترا إلى الإفراج عنى، وسافرت مع أعضاء الوفد إلى باريس لعرض قضيتنا على مؤتمر الصلح فأغلق أبوابه فى وجوهنا، ودخلنا فى مفاوضات مع الإنجليز دون نتيجة.

وحدث انقسام فى الوفد، ورجعت إلى مصر، ثم نفيت مرة أخرى إلى جزر سيشل فى المحيط الهندى ولم يفرج عنى إلا سنة 1923، وتوليت الوزارة سنة 1924 بعد انتخابات شعبية، ودخلت فى المفاوضات التى سرعان ما فشلت.

واضطررت إلى الاستقالة عقب اغتيال أحد كبار الإنجليز، ثم ائتلفت الأحزاب أمام دكتاتورية الملك، وتوليت رياسة مجلس النواب، تاركا رياسة الوزارة للدستوريين، ودارت المفاوضات من جديد ولكنى غادرت الدنيا قبل أن أعرف نتائجها.

وتكلم أبنوم فقال:
لقد قمت أنا بأول ثورة شعبية فى نهاية الدولة القديمة ومت أنت بالثورة الشعبية الثانية بعد آلاف السنين فأنت أخى وخليفتى وحبيبى.

فقال المك خوفو:
ثمة فرق بين الثورتين يجب أن يذكر وهو أن ثورة أبنوم كانت ثورة العامة على الصفوة أما ثورة سعد زغلول فكانت ثورة شعب مصر كله فقراء وأغنياء على الاحتلال الأجنبى..

فقال أبنوم:
أعتقد أن الأغنياء لا يحبون الثورة.
فقال سعد زغلول:
حرصت من أول الأمر على الاتحاد كقوة لا غنى عنها أمام العدو، ولكن ثبت لى أن الأغنياء يكرهون الثورة أكثر مما يكرهون الاحتلال.

فقال أبنوم:
كان يجب أن تتخلص منهم.
فقال سعد زغلول:
لقد انشقوا علىّ راسمين لأنفسهم طريقا إلى الاستقلال يناسب رؤيتهم.

وقال الملك مينا:
لقد وحدت المصريين كما وحدت أنا مملكتهم فأنت فى ذلك صديقى وخليفتى..
وسأله أمحتب وزير الملك زوسر:
رغم ما ثبت لك من زعامة بعد الثورة فإنك قبلت العمل فى ظل الاحتلال قبل الثورة ولم تنضم للحزب الوطنى، ما تفسير ذلك؟

فقال سعد زغلول:
كان الحزب الوطنى يدعو إلى مبادئ خيالية، من ذلك أنه لا مفاوضة إلا بعد الجلاء مما يعنى بقاء الاحتلال إلى الأبد، ومنه مقاطعة الوظائف العامة لهيمنة الإنجليز عليها، ولا يكفى فى نظرى أن تطالب الناس بسلوك معين ولكن يجب أن يكون هذا السلوك ممكنا دون تهاون أو إجحاف.

وأن يصلح للتطبق العام، وقد استطاع مصطفى كامل مقاطعة الوظائف بما كان يمده الخديو وغيره به من مال، واستطاع محمد فريد ذلك لثرائه الواسع، ولكن ماذا يصنع أتباع الحزب؟..

إن اتبعوا مثل زعامتهم هلكوا وإن خالفوها مضطرين خانوا العهد، فكيف يدعو أناس إلى ذلك المبدأ المتعالى الذى يعز على التطبيق ويورث الشعور بالإثم؟.. ثم كيف نترك الوظائف العامة للأجانب؟ وقد قبلت الحياة الرسمية لأمارس من خلالها ما استطعته من مقاومة ومن أداء خدمات لوطنى كان فى أشد الحاجة إليها، وقد اعترف بذلك خصومى قبل أصدقائى..

فقال أوزوريس مخاطبا الجميع:
أعمال هذا الزعيم مدونة فى الكتاب لمن يريد أن يطلع عليها ولكنا فى هذه المحكمة لا نناقش إلا الأعمال الفاصلة.

ثم خاطب سعد قائلا:
زعم خصومك أن الثورة قامت وأنت فى المنفى وأنك لم تفعل شيئا لإشعالها بل إنك دهشت فقيامها كحدث غير متوقع، فما قولك فى ذلك؟

فقال سعد زغلول:
كانت حال البلاد تدعو لليأس، واعترف بأننى دهشت لقيام الثورة كما دهش الزعيم السابق لى وهو محمد فريد ولكنى لم أقصر فى تهيئة الجو لها بالخطابة لدى كل مناسبة والاجتماع بالناس فى بيتى وفى دعوة الناس فى الريف والمدن لتأييدى فى موقفى مما عبأ الشعور القومى، والثورة قامت احتجاجا على نفيى فكان شخصى فى الواقع هو مشعلها المباشر.

فقال أبنوم:
ــ الموقف الخطير يتطلب عادة سلوكا معينا والزعيم القادر هو من يستطيع أن يكون القدوة لهذا السلوك، وقد كان الموقف يحتاج إلى التضحية، فهى أقصى ما يستطيع شعب أعزل أن يقدمه حيال قوة قاهرة، ولما تحدى سعد العدو واضطره إلى نفيه أعطى هذه القدوة المطلوبة ففعل الشعب مثله وقامت الثورة.

ومما يشهد لسعد بالعظمة أنه أقبل على التضحية وهو يائس من ثورة تحميه أو تدافع عنه فكانت تضحيته كاملة، شجاعة نبيلة لا أمل لها فى أى نوع من النجاة، ولم كان يأمل فى ثورة لقلل ذلك درجة من ضخامة تضحيته.

فقال أوزوريس:
ــ وقيل أيضا إن تعصبك لزعامتك هو ما اضطر العقلاء من معاونيك على الانشقاق عليك، فما قولك فى ذلك؟

فقال سعد زغلول:
المسألة أننى اندمجت فى الثورة وآمنت بها ووجدت فيها ضالتى التى كنت أبحث عنها طوال حياتى، أما العقلاء فقد كرهوا الثورة وخافوا وقنعوا بالحلول الزائفة، كانوا ذوى مال وخبرة حنكة ولكن وطنيتهم لم تكن خالصة كما كان إيمانهم بالشعب معدوما..

فقال أوزوريس:
وقال بعض أعوانك إنه كان يجب أن تبقى على رأس الثورة ولا تقبل رياسة الوزارة؟
فقال سعد زغلول:
كانت وزارتى امتدادا للثورة على المستوى الرسمى..
فقال أبنوم:
ــ كنت أفضل أن تأخذ برأى أولئك الأعوان!

وهنا قالت إيزيس:
لتبارك الآلهة هذا الابن العظيم البار الذى برهن على أن شعب مصر قوة لا تقهر ولا تموت.
وقال أوزوريس:
ــ إنك أول مصرى يتولى الحكم منذ العهد الفرعونى، وتوليته بإرادة الشعب، من أجل ذلك أهبك حق الجلوس بين الخالدين من أجدادك حتى تنتهى المحاكمة، ثم تمضى بسلام إلى محكمتك مصحوبا بتزكيتنا وصادق أمانينا.
واتخذ سعد زغلول مجلسه بين الخالدين فى قاعة العدل المقدسة.


وهتف حورس.. مصطفى النحاس

فدخل رجل قوى الجسم والوجه مائل للطول، تقدم فى سيره حتى مثل أمام العرش.
ودعاه أوزوريس للكلام فقال:
ولدت فى سمنود فى أسرة من أبناء الشعب الفقراء، وبفضل اجتهادى أتممت تعليمى، ولتفوقى عينت فى القضاء فعرفت بالعدل والنزاهة، وكنت من أنصار الحزب الوطنى الذى زاملت رئيسه طالبا بالمدارس الخديوية.

وعند تأليف الوفد برياسة سعد زغلول اختارنى عضوا فيه، ونفيت معه إلى سيشل عام 1921. واشتركت فى وزارته الشعبية الثورية، وعقب وفاته انتخبت رئيسا للوفد، وحملت عبء الجهاد فى سبيل الاستقلال والحياة الديمقراطية ربع قرن من الزمان، وقد توليت الوزارة سبع مرات وأقلت منها ست مرات لخلافات مع الإنجليزى أو الملك، وفى 1936 وتحت ضغط التهديد بحرب عالمية قبلت الائتلاف مع الأحزاب وعقدنا معاهدة مع الإنجليزى اعترفت باستقلال مصر.

ووعدت بالجلاء بعد عشرين عاما، وقامت الحرب العالمية فى فترة حكم استبدادى ملكى، واتهم الملك بالاتصال بأعداء الإنجليز فنشبت أزمة سياسية خطيرة وفكر الإنجليز فى خلع الملك.

وتقدمت لإنقاذ البلاد والعرش وألفت وزارة فى ظروف عسيرة، ولما انتهت الحرب بانتصار الإنجليز شرعت فى المطالبة بالجلاء الفورى ولكن الملك أقالنى، ورجع الملك إلى استبداده وسارت الأمور من سيئ إلى أسوأ حتى اضطر إلى الموافقة على استفتاء الشعب عام 1950، فرجعت إلى الوزارة.

وفاوضت الإنجليز من أجل الجلاء، ولما لم أجد منهم استجابة ألغيت المعاهدة وأعلنت الجلاء فتآمر علىّ أعدائى فى الداخل والخارج واستطاع الملك أن يتخلص منى.
وقامت ثورة يوليو واضطررت إلى اعتزال السياسة حتى وافانى الأجل.

فقال أوزوريس:
يهم الحاضرين أن يعرفوا بعض الإنجازات التى قدمتها فى أثناء توليكم الوزارة؟
فقال مصطفى النحاس:
بالرغم من أن الشعب لم يحكم إلا ثمانية أعوام نظير تسعة عشر عاما استبد فيها الملك وأحزاب الأقلية بالسلطة، وبالرغم مما تعرض له من اضطهاد وعسف ومحاولات متكررة لاغتيال حياتى فقد وفقنى الله إلى تحقيق خدمات غير قليلة، منها على سبيل المثال، إلغاء الامتيازات الأجنبية، إلغاء صندوق الدين.

تأسيس جامعة الدول العربية، استقلال القضاء، استقلال الجامعة، قانون التوظيف، منع الأجانب من تملك الأراضى الزراعية، التعويض عن إصابات العمل والتأمين الإجبارى ضدها، الاعتراف بنقابات العمال، فرض استعمال اللغة العربية فى الشركات الأجنبية، الضمان الاجتماعى، ديوان المحاسبة، مجانية التعليم الابتدائى والثانوى والمتوسط، ديوان المحاسبة.

وقال أبنوم:
مرحبا بالثائر الشعبى الثالث فى حياة شعبنا، وقد استمد قوته من إيمانه بشعبه وإلهه، واتسمت حياته بالكفاح الطويل والنزاهة، وقد عاش فقيرا ومات فقيرا.

وقال الملك إخناتون:
تقبل حبى أيا الزعيم، إنك مثلى تفانيا فى الإيمان بالإله الواحد، والإخلاص للمبادئ الطاهرة، ومثلى أيضا فى حب البسطاء من الشعب والاختلاط بهم دون حاجز من التعالى أو الكبرياء، ومثلى تعرضت لعداوة الأوغاد وعباد السلطة وأسرى الأنانية حيا وميتا ومثلى أخيرا فيما حظيت به من نشوة النصر وما ابتليت به من الجحود والهزيمة، ولكن أبشر فالنصر فى النهاية لنا.

وهنا قالت إيزيس:
ــ هذا ابن أصيل من أبنائى البررة.
فقال أوزوريس:
إنى أهبك حق الجلوس مع الخالدين حتى نهاية المحاكمة، ثم تمضى إلى محكمتك مشفوعا بأكرم تزكية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ROBOS
الأسطورة
الأسطورة
ROBOS


عدد الرسائل : 6179
Location : Elmansoura
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

محفوظ يحاكم زعماء مصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: محفوظ يحاكم زعماء مصر   محفوظ يحاكم زعماء مصر Emptyالجمعة يوليو 10, 2009 10:48 pm

وهتف حورس.. جمال عبدالناصر

فدخل رجل طويل القامة، واضح الملامح، عظيم الشخصية، ومضى فى سيره حتى وقف أمام العرش.

ودعاه أوزوريس إلى الكلام فقال:
أنتمى إلى قرية بنى مر من أعمال أسيوط، ونشأت فى أسرة فقيرة من أبناء الشعب فكابدت مرارة العيش وشظفه، وتخرجت فى الكلية الحربية عام 1938، واشتركت فى حرب فلسطين، وحوصرت مع من حوصر فى الفالوجا، وقد هالتنى الهزيمة.

وهالتنى أكثر جذورها الممتدة فى أعماق الوطن، فخطر لى أن أنقل المعركة إلى الداخل حيث يكمن أعداء البلاد الحقيقيون، وأنشأت فى حذر وسرية تنظيم الضباط الأحرار، ورصدت الأحداث انتظارا للحظة المناسبة للانقضاض على النظام القائم، وقد حققت هدفى فى 23 يوليو 1952، ثم تتابعت إنجازات الثورة مثل إلغاء النظام الملكى.

واستكمال استقلال البلاد بالجلاء التام، والقضاء على الإقطاع بإصدار قانون الإصلاح الزراعى، وتمصير الاقتصاد، والتخطيط لإصلاح شامل فى الزراعة والصناعة يستهدف خير الشعب وتذويب الفروق الطبقية، وبنينا السد العالى وأنشأنا القطاع العام متجهين نحو الاشتراكية، وكونا جيشا حديثا قويا، ونشرنا الدعوة للوحدة العربية، وساندنا كل ثورة عربية أو أفريقية.

وأممنا قناة السويس فكنا منارة وقدوة للعالم الثالث كله فى نضاله ضد الاستعمال الخارجى والاستغلال الداخلى، وحظى الشعب الكادح فى عهدى بعزة وقوة لم يعرفهما من قبل، ولأول مرة يشق طريقه إلى المجالس التشريعية والجامعات ويشعر بأن الأرض أرضه والوطن وطنه، وقد تربصت بى قوى الاستعمال حتى أنزلت بى هزيمة منكرة فى 5 يونيو 1967 فزلزلت العمل العظيم من جذوره وقضت على بما يشبه الموت قبل موافاة الأجل بثلاثة أعوام، وقد عشت مصريا عربيا مخلصا ومت مصريا عربيا شهيدا.

وتكلم الملك رمسيس الثانى فقال:
دعنى أعرب لك عن عظيم حبى وإعجابى، وما حبى لك إلا امتداد لحبى لذاتى فما أكثر أوجه الشبه التى تجمع بيننا، كلانا يشع عظمة تملأ الوطن وتتجاوز حدوده، وكلانا جعل من هزيمته نصرا فاق كل نصر، وكلانا لم يقنع بأعماله المجيدة الخالدة فأغار على أعمال الآخرين ممن سبقوه.

وقد ساندنى الحظ بأن توليت عرش مصر وهى سيدة الأمم، أما أنت فحكمتها وهى أمة صغيرة وسط عمالقة، وقد وهبتنى الآلهة طولا فى العمر وقوة فى الروح والجسد وضنت عليك إلا بالقليل فعاجلك الأجل قبل الأوان.

وتكلم الملك مينا فقال:
ولكن اهتمامك بالوحدة العربية فاق اهتمامك بالوحدة المصرية فحتى اسم مصر الخالدة شطبته بجرة قلم، واضطررت العديد من أبناء مصر إلى الهجرة التى لم يمارسوها إلا فى فترات قهر عابرة!

فقال جمال عبدالناصر:
ليس الذنب ذنبى إذا توهم بعض المصريين أن الوحدة العربية تعنى الضياع لهم، وليس الذنب ذنبى إذا تحققت أعمال مجيدة على يدى بعد أن عجز السابقون عن تحقيقها، فالحق أن تاريخ مصر الحقيقى بدأ مع 23 يوليو 1952.

وسرت همهمة بين الجالسين مضت تشتد حتى هتف أوزوريس:
النظام والهدوء أيها السادة، أفسحوا صدوركم لأى قول يقال..

فقال أبنوم:
اسمح لى أن أحييك بوصفى أول ثائر من فقراء مصر، وإنى لأشهد لك بأن الفقراء لم ينعموا بالأمان والأمل فى عهد ــ بعد عهدى ــ كما نعموا فى عهدكم. ولا مأخذ لى عليك إلا إصرارك على أن تكون ثورتك بيضاء على حين كان يجب أن تجرى الدماء فيها أنهارا!

فتساءل الملك خوفو محتجا:
ماذا يقول هذا السفاح؟!
فقال أوزوريس بحدة:
تذكر أنك لست على عرشك، اعتذر.
فقال خوفو بخشوع:
معذرة.

وقال الملك تحتمس الثالث:
على الرغم من نشأتك العسكرية فقد أثبت قدرة فائقة فى كثير من المجالات إلا العسكرية، بل إنك لم تكن قائدا ذا شأن بأى حال من الأحوال!

فقال جمال عبدالناصر:
تعذر علىّ النصر على جيش متفوق فى التسليح ومؤيد بأقوى دولة على سطح الأرض.
فقال أمحتب وزير الملك زوسر:
ــ كان واجبك أن تتجنب الحرب وأن تكف عن استفزاز الدول الكبرى.

فقال جمال عبدالناصر:
كان ذلك يتناقض مع أهدافى وقد خدعت أكثر من مرة.
فقال الحكيم بتاح حتب:
إنه عذر أقبح من الذنب.

وقال سعد زغلول:
لقد حاولت أن تمحو اسمى من الوجود كما محوت اسم مصر، وقلت عنى إننى اعتليت الموجة الثورية عام 1919، فدعنى أحدثك عن معنى الزعامة، الزعامة هبة ربانية وغريزة شعبية، لا تلحق بإنسان مصادفة ولا كضربة حظ أعمى، والزعيم المصرى هو الذى يبايعة المصريون على اختلاف أديانهم وإلا لم يكن زعيما مصريا أبدا.

إن جاز أن يكون زعيما عربيا أو إسلاميا، بيد أننى رغم ذلك لم أضمر لك الرفض، واعتبرت تجنيك علىّ نزوة شباب يمكن التسامح معها نظير ما قدمت من خدمات جليلة، لقد قامت الثورة العرابية فناضلت نضالات كريما وأحبطت إحباطا أليما.

وقامت ثورة 1919 فحققت من المآثر ما شهد به التاريخ ولكن تكاثر أعداؤها حتى اجتاحها حريق القاهرة، ثم جاءت ثورتك فتخلصت من الأعداء وأتمت رسالة الثورتين السابقتين.

وبالرغم من أنها بدأت كانقلاب عسكرى إلا أن الشعب باركها ومنحها تأييده، وكان بوسعك أن تجعل من الشعب قاعدتها وأن تقيم حكما ديمقراطيها رشيدا، ولكن اندفاعك المضلل فى الطريق الاستبدادى هو المسئول عن جميع ما حل بحكمك من سلبيات ونكبات.

فقال جمال عبدالناصر:
كان يلزمنا فترة انتقال لتحقيق الأسس الثورية..
فقال مصطفى النحاس:
حجة دكتاتورية واهية طالما سمعناها من أعداء الأمة، كان بين يديك قاعدة وفدية شعبية انهلت عليها بدباباتك، وعجزت عن إقامة بديل عنها فظلت البلاد تعانى الفراغ، ومددت يدك إلى المنبوذين من الأمة وقعت فى تناقض مؤسف بين عمل إصلاحى يعتبر فى روحه امتدادا لروح الوفد أسلوب حكم يعتبر امتداد لحكم الملك والأقليات، حتى قضى أسلوب الحكم على جميع النوايا الطبية!

فقال جمال عبدالناصر:
الديمقراطية الحقيقية كانت تعنى عندى تحرير المصرى من الاستعمال والاستغلال والفقر.
فقال مصطفى النحاس:
وأغفلت الحرية وحقوق الإنسان.. ولا أنكر أنك كنت أمانا للفقراء ولكنك كنت وبالا على أهلى الرأى والمثقفين وهم طليعة أبناء الأمة، انهلت عليهم اعتقالا وسجنا وشنقا وقتلا حتى أذللت كرامتهم وأهنت إنسانيتهم ومحقت إيجابيتهم وخربت بناء شخصياتهم والله وحده يعلم متى يعاد بناؤها.

أولئك الذين جعلت منهم ثورة 1919 أهل المبادرة والإبداع فى شتى المناشط السياسية والاقتصادية والثقافية، بل أفسد الاستبداد عليك أجمل قراراتك، انظر كيف فسد التعليم، وتفسخ القطاع العام، وكيف قادك التحدى للقوى العالمية إلى الهزائم المخجلة والخسائر الفادحة، ولم تفد من الرأى الآخر ولم تتعظ بتجربة محمد على، وماذا كانت النتيجة؟.. دوى وجلجلة وأساطير فارغة تقوم على تل من الخرائب.

فقال جمال عبدالناصر:
لقد نقلت وطنى من حال إلى حال كما نقلت العرب وسائر الأمم المغلوبة على أمرها، وسوف تعالج السلبيات حتى تزول وينساها الزمن ويبقى ما ينفع الناس، وعند ذلك يقر الناس بعظمتى الحقيقية.

فقال مصطفى النحاس:
ليتك تواضعت فى طموحك، ليتك عكفت على إصلاح وطنك وفتح نوافذ التقدم له فى شتى مجالات الحضارة. إن تنمية القرية المصرية أهم من تبنى ثورات العالم، إن تشجيع البحث العلمى أهم من حملة اليمن، ومكافحة الأمية أهم من مكافحة الإمبريالية العالمية.

واأسفاه لقد ضيعت على الوطن فرصة لم تتح له من قبل، فلأول مرة يحكم ابن وطنى من أبناء البلاد دون مناوئ من ملك أو مستعمر، ولكنه بدلا من مداواة ابن وطنه المريض دفع به إلى مباراة البطولة العالمية وهو ينوء بأمراضه فكانت النتيجة أن خسر البطولة وخسر نفسه.

وهنا قالت إيزيس:
إن فرحتى برجوع العرش إلى أحد أبنائى لا تقدر، وإن أعماله الجليلة لتحتاج إلى جميع جدران المعابد لتسجيلها، أما الأخطاء فلا أدرى كيف أدافع عنها.

فقال أوزوريس:
لو كانت محكمتنا هى صاحبة الكلمة الأخيرة فى الحكم عليك لاقتضانا العدل تأملا وعناء طويلين، فقليلون من قدموا لبلادهم مثلما قدمت من خدمات، وقليلون من أنزلوا بها مثلما أنزلت من إساءات، ولكن بالنسبة لأنك أول من يجلس على عرشها من ابنائها، وأول من يخص الكادحين برعايته فإننا نسمح لك بالجلوس بين الخالدين لحين انتهاء المحاكمة، وستذهب بعد ذلك إلى محكمتك مؤيدا بتزكية مناسبة.


ونادى حورس.. محمد أنور السادات


فدخل رجل متوسط القامة رشيق القد عميق السمرة، مضى فى سيره حتى مثل أمام العرش.

ودعاه أوزوريس للكلام فقال:
ولدت فى قرية ميت أبوالكوم، ونشأت فى أسرة فقيرة، ووجدت عناء لا يستهان به كى أستمر فى الدراسة، وقد تشبعت بروح الوطنية منذ صغرى، وشاركت فى المظاهرات الوفدية، ثم أمكننى الالتحاق بالكلية الحربية التى فتحت أبوابها لأمثالى من أبناء الشعب بعد معاهدة 1936.

ومنذ تخرجى هالنى وضع الجيش تحت سلطة البعثة العسكرية الإنجليزية، وخامرتنى أفكار للدعوة لثورة مسلحة ضد الإنجليز فأنشأت أول تنظيم سرى فى الجيش عام 1939، وقد اتصلت بالإخوان المسلمين وأعجبت بنشاطهم، كما حاولت أثناء الحرب الاتصال بالألمان، وعقدت العزم على اغتيال المتعاونين مع الإنجليز من المصريين، وقد قبض على نتيجة لذلك، وحُوكمت.

ولكنى نلت البراءة، بل ورجعت إلى خدمة الجيش، وفى ذلك الوقت اتصل بى جمال عبدالناصر وضمنى إلى تنظيمه، وقامت الثورة فى يوليو 1952، وتتابعت الأحداث حتى وافى الأجل جمال عبدالناصر فخلفته فى منصبه فى ظرف بالغ الدقة.

وكنت على علم بالسلبيات التى نخرت فى عظام عهد عبدالناصر فتوثبت لإحداث ثورة جديدة تنقذ البلاد من الموت الذى تتردى فيه، قضيت على مراكز القوى، واتجهت على مهل نحو الأمان وسيادة القانون والديمقراطية، وفى 6 أكتوبر 1973، فاجأت العدو المحتل.

بل فاجأت العالم بهجوم لم يتوقعه أحد، وحققت انتصارا أنقذ الروح العربية من القنوط كما انتشل الشرف من الهوان، ثم تسنمت بمغامرة أخرى باقتحامى بلد الأعداء داعيا إلى تصفية الموقف بالكلمة لا بالسلاح، وانتهى سعيى الطويل إلى معاهدة كامبد دافيد، وناديت بالانفتاح لإنقاذ الاقتصاد الوطنى.

وتقدمت فى الديمقراطية خطوات جديدة، ولكن اعترضتنى عقبات غيرت من حساباتى، فقد انحرفت المعارضة، وهب التيار الدينى يهدد البلاد بالعنف، فوقفت من الجميع موقفا حازما لا مفر منه، ولكن الأمور انتهت باغتيالى فى ذكرى اليوم الذى حققت فيه لوطنى عزة النصر.

وتكلم الملك إخناتون فقال:
أحييك كداعية من دعاة السلام، ولا أدهش لاتهام خصومك لك بالخيانة فقد تلقيت منهم نفس التهمة لذات السبب.
فقال تحتمس الثالث:
يذكرنى انتصارك بانتصار رمسيس الثانى الذى كلل بمعاهدة سلام والزواج من ابنة ملك الحيثيين!

فقال رمسيس الثانى:
الحكام مسئول أولا عن حياة شعبه، ومن هذا المنطلق يقوم على الحرب أو يجنح إلى السلام.
فقال أنور السادات:
وقد آمنت بصدق بعقم الاستمرار فى الحرب.

وقال الملك أمنحتب الثالث:
ما أشبهك بى أيها الرئيس فى حب الرفاهية لشعبك ولنفسك، كلانا عشق الأبهة والنعيم والعظمة والقصور، غير أن زمانى سمح لى بأن أنهل من النعيم بلا كدر، أما زمانك فأذاقك الحلو والمر، دعنى أعرب لك عن حبى وعطفى.

وقال الملك حور محب:
توليت الحكم فى ظروف تشبه فى بعض مناحيها الظروف التى تحدتنى أول حكمى عقب وفاة الملك العجوز آى. وأعترف بأنك قمت بأعمال جليلة، ووجهت ضربات صادقة، ولكنك تهاونت فى معاقبة الفساد والمفسدين حتى أوشكوا أن يحيلوا انتصاراتك إلى هزائم.

فقال أنور السادات:
شغلت بتشجيع العاملين عن الضرب على أيدى المفسدين.
فقال حور محب:
لا قيام لدولة إلا على الانضباط والأخلاق.

وسأله جمال عبدالناصر:
كيف هان عليك أن تقف من ذكراى ذلك الموقف الغادر؟
فقال أنور السادات:
اتخذت ذلك الموقف مضطرا إذ قامت سياستى فى جوهرها على تصحيح الأخطاء التى ورثتها عن عهدك.

ولكنى عهدتك راضيا ومشجعا وصديقا؟
من الظلم أن يحاسب إنسان على موقف اتخذه فى زمن رعب أسود خاف فيه الأب ابنه والأخ أخاه!

وما النصر الذى أحرزته إلا ثمرة استعدادى الطويل له!
فقال أنور السادات:
ما كان لمنهزم مثلك أن يحقق انتصارا، ولكنى أرجعت للشعب حريته وكرامته ثم قدته إلى نصر أكيد.

ثم تنازلت عن كل شىء فى سبيل سلام مهين فطعنت وحدة العرب طعنة قاتلة وقضيت على مصر بالانعزال والغربة.
فقال أنور السادات:
ــ لقد ورثت عنك وطنا يترنح على هاوية الفناء، ولم يمد لى العرب يد عون صادقة، ووضح لى أنهم لا يرغبون فى موتنا كما لا يرغبون فى قوتنا كى نظل راكعين تحت رحمتهم فلم أتردد على اتخاذ قرارى.

واستبدلت بعملاق طالما ساندنا عملاقا طالما ناصبنا العداء.
اتجهت إلى العملاق الذى بيده الحل، وصدقت الحوادث ظنونى!
واندلقت فى الانفتاح حتى أغرقت البلاد فى موجة غلاء وفساد، وبقدر ما كان عهدى أمانا للأغنياء واللصوص.

فقال أنور السادات:
لقد عملت لخير مصر فوثب الانتهازيون من وراء ظهرى!
وتكلم مصطفى النحاس فقال:
نحتاج لأضعاف عمرنا كى نتعلم الحكمة.

فقال مصطفى النحاس:
وسمعت عن دعوتك إلى الديمقراطية فدهشت ثم تبين لى أنك تريد حكما ديمقراطيا تمارس على رأسه سلطاتك الدكتاورية!

أردت ديمقراطية ترعى للقرية آدابها وللأبوة حقوقها.
هذه ديمقراطية قبلية.

فقال سعد زغلول.
هذا حق، ولكن الديمقراطية الحقيقية تؤخذ ولا تمنح فلا تغال فى لومه.
وقال مصطفى النحاس:
واشتدت الضائقة بالناس، وحدث ما يحدث عادة فى مثل تلك الظروف من أعراض الفتن والتطرف، فتركت الأمور تستفحل كأنك لا تبالى، ثم انفجرت بغتة فألقيت بالجميع فى السجون فأغضبت المسلمين والمسيحيين والمتطرفين المعتدلين، وانتهى الأمر بمأساة المنصة.

فقال أنور السادات:
وجدت أنه لا مفر من ضربة حاسمة اتقاء لفوضى توشك أن تجر البلاد إلى حرب أهلية.
فقال سعد زغلول:
عندما يغتصب الحاكم حقوق شعبه يخلق منه خصما، وعند ذلك تهدر قوة البلاد الأساسية فى صراع داخلى بدلا من أن توجه للعمل الصالح.

وهنا قالت إيزيس:
بفضل هذا الابن ردت الروح إلى الوطن، واستردت مصر استقلالها الكامل كما كان قبل الغزو الفارسى، وقد أخطأ كما أخطأ سواه وأصاب أفضل مما أصاب كثيرون.

فقال أوزوريس:
أرحب بك بين الخالدين من أبناء مصر، وسوف تمضى بعد ذلك إلى محكمتك الأخرى مؤيدا بتزكية مشرفة منا.
قلب أوزوريس عينيه فى الخالدين وقال:
ــ ها هى حياة مصر، قد عرضت عليكم بكل أفراحها وأحزانها، منذ وحدها مينا وحتى استردت استقلالها عل يد السادات، فلعل لبعضهم رؤية يريد أن ينوه بها.
وطلب الملك إخناتون الكلمة، ثم قال:
أدعو للاستمساك بعبادة الإله الواحد باعتباره المعنى والخلود والتحرر من أى عبودية أرضية.

وقال الملك مينا:
والحرص على وحدة الأرض والشعب فالنكسة لا تجىء إلا نتيجة لخلل يصيب هذه الوحدة.
وقال الملك خوفو:
على مصر أن تؤمن بالعمل، به شيدت الهرم، وبه تواصل البناء.
وقال أمحتب وزير الملك زوسر:
وأن تؤمن بالعلم فهو القوة وراء خلودها.

وقال الحكيم بتاح حتب:
وأن تؤمن بالحكمة والأدب لتنعم بنضارة الحياة وتنهل من رحيقها.
وقال أبنوم:
وأن تؤمن بالشعب والثورة لتطرد مسيرتها نحو الكمال.

وقال الملك تحتمس الثالث:
وأن تؤمن بالقوة التى لا تتحقق حتى تلتحم بجيرانها.
وقال سعد زغلول:
وأن يكون الحكم فيها من الشعب بالشعب من أجل الشعب.
وقال جمال عبدالناصر:
وأن تقوم العلاقات بين الناس على أساس العدالة الاجتماعية المطلقة.
وقال أنور السادات:
وأن يكون هدفها الحضارة والسلام.

وهنا قالت إيزيس:
ليضرع كل منكم إلى إلهه أن يهب أهل مصر الحكمة والقوة لتبقى على الزمان منارة للهدى والجمال.
فبسط الجميع أكفهم واستغرقوا فى الدعاء.
(تمت)

رسوم: محمد حجى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محفوظ يحاكم زعماء مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محبى و عشاق الأهلى :: المنتدى العام :: منتدى الكتب والروايات-
انتقل الى: